يرى الناقد السينمائي والفني المصري طارق الشناوي، أن الدراما العربية التي تبث في شهر رمضان جاءت في أفضل أشكالها مقارنة بالسنوات الماضية، وأوضح في حديث مع "البلاد" أن المسلسلات المصرية التي تبث عبر عدد من القنوات الفضائية العربية، وإن كان عددها قليلا، هي أعمال جيدة على رأسها "ذات" و"موجة حارة" و"نيران صديقة" و"آسيا" و"فرعون"، مع الإبقاء على حق استثناء بعض منها من هذه الجودة وعلى رأسها مسلسل "العراف" للمخرج رامي إمام الذي قام بدور البطولة فيه عادل إمام، حيث اعتبره محدثنا من الناحية الفنية "تجاريا" بكل المقاييس ويغلب عليه عنصر التكرار لكل ما قدمه "الزعيم" في مسيرته الفنية، مضيفا "العراف حالة تجارية ولو أخرجنا عادل إمام منه فإن هذا المسلسل سيفقد قيمته الفنية.. أعتقد أن هذا العمل استغلت فيه نجومية إمام فالزعيم لم يعد يحب أن يجهد نفسه للبحث عن الجديد ما يهمه فقط هو إيرادات العمل وإن كان يحرص على أن يكون مخرج أعماله مؤخرا هو نجله رامي إمام". وتوقف محدثنا قليلا عند كل عمل من الأعمال الأخرى التي تتنافس في هذا الشهر الفضيل للظفر بنسبة عالية من المشاهدة، خاصة تلك التي أثارت جدلا حولها بسبب مواضيعها، على غرار "الداعية" الذي جسد فيه النجم هاني سلامة دور الداعية المتحرر من التزمت والتطرف، حيث يعتقد طارق الشناوي أن هذا المسلسل نجح إلى حد ما في إيصال فكرته التي تحررت من قيود الدعاة المتزمتين. وعاد المتحدث ليطلق حكما آخر على مسلسل "القاصرات" لمخرجه مجدي أبو عميرة الذي قام بدور البطولة فيه صلاح السعدني، موضحا أن فكرة العمل مهمة جدا بالنظر إلى شيوعها اجتماعيا وليس دراميا، غير أنه عاد واعتبر أن تناولها في المسلسل جاء مبالغا فيه "قضية القاصرات مهمة ولكنها جاءت بجرعات زائدة فكان من الصعب على المتلقي تقبلها حتى وإن كانت نسبة الواقعية فيها عالية". من ناحية أخرى، تحدث الشناوي عن الدراما الدينية التي اقتصرت على مسلسل "خيبر" فقط لمحمد عزيزية مع إعادة عرض مسلسل "عمر"، فقال إن الأول وصل إلى ذروته في المتاح خاصة عندما استباح تمثيل الصحابة وإظهارهم وإن كان فنيا ليس من أقوى أعمال مخرجه، غير أنه من أجرأ الأعمال وأهمها، مضيفا أن "مسلسل خيبر لم يلق استحسان الجمهور ولم يحظ بنسبة الفرجة التي كانت متوقعة بالنظر إلى رهان مخرجه على نجاحه". وقال أيضا إن "المشاهد تخطى هذا النوع من الأعمال بعد عرض مسلسل عمر على المخرجين أن يبدؤوا من حيث توقف حاتم علي ولن يقبل بأقل من هذا". وعلق الشناوي على المسلسلات السورية على قلتها هذا العام ومن بينها "سنعود بعد قليل" للمخرج الليث حجو، فقال إن "بطل العمل دريد اللحام أمسك بالعصا من النصف وحافظ على التكتم على موقفه من الأحداث الحاصلة في سوريا فلم يبين ولاءه لبشار الأسد ولا تكفيره للثورة؛ فجاء المسلسل موضوعيا، على حد تعبيره.