احتضنت قاعة المحاضرات بدار الثقافة "هواري بومدين" في سطيف مساء أول أمس، محاضرة تحت عنوان "المطالعة العمومية في الوسط المدرسي.. الرهانات والآفاق" من تقديم الأستاذ علي أوحيدة الذي أوضح أسباب عزوف الأطفال عن المطالعة والقراءة، وأكد أن الهدف من هذه المحاضرة هو توضيح أسباب العزوف عن المطالعة في المجتمع الجزائري الذي بدأ ينتشر وسط الأطفال والشباب. كما قدم الحلول التي يجب تبنيها في الوسط المدرسي من أجل تفادي هذا العزوف لأن تلميذ اليوم، حسبه، هو إطار الغد. وألح المتحدث على غرس حب المطالعة في كل طفل وتلميذ من أجل مواصلة المطالعة بعد خروجه من المؤسسات التعليمية، موضحا أن هناك ثلاث أسباب رئيسية للعزوف عن القراءة والمطالعة؛ أولها السبب الذاتي في الطفل نفسه لأنه ضعيف المستوى وليس له رغبة في المطالعة ولم يكتسب مهارات. أما الثاني فهو العامل الاجتماعي من خلال عدم اهتمام الأسرة والمجتمع بالمطالعة وغرسها في ثقافة الطفل. والثالث هو مدرسي، حيث أكد الأستاذ علي أوحيدة أن المنهج الدراسي قاصر وتشوبه العديد من النقائص، كما أنه لم يعتن بالمطالعة وطرقها وأساليبها، أو بالبحوث المدرسية المحفزة على المطالعة؛ ولهذا يعزف التلاميذ عن المطالعة أثناء وبعد الدراسة والفترات المحددة لها. من ناحية أخرى، رأى المحاضر أن وسائل الإعلام والتكنولوجيات الحديثة لها تأثير سلبي على الأطفال من خلال تضييع أوقاتهم في الإبحار على "الانترنت" وغيرها، لكن يستطيع كل تلميذ أن يستغل هذه "التكنولوجيات" إيجابيا من خلال المطالعة الإلكترونية التي تغيب عن ثقافة كل طفل، وأكد أن المطالعة ترتكز على ثلاث عناصر أساسية؛ فالأول هو حسي والثاني سمعي والثالث بصري، ليعرج المحاضر على أن المعلم لا يؤدي دوره في تحبيب المطالعة للتلاميذ وكون المعلم غير مُكون في هذا المجال فلا يمكنه أن يقدم شيئا للتلميذ، وهذا هو الإشكال الذي يواجه تلاميذنا في الوقت الحالي، وفق تعبيره.