عبر سكان بلدية زموري، 15 كلم شرق ولاية بومرداس، عن استيائهم الشديد من الوضعية المزرية التي تعرفها محطة النقل الحضري بالبلدية، والتداخل الحاصل بينها وبين شبه السوق اليومي الذي استغله التجار الفوضويون لعرض سلعهم بشكل عرض المكان لفوضى عارمة، حيث يتقاسم هؤلاء الباعة محطة الحافلات مع أصحاب النقل الحضري، مما جعل المكان يشبه إلى حد بعيد المفرغة العمومية، ويزعج المسافرين ورواد هذه المحطة. كما أبدى سكان البلدية في حديثهم ل''البلاد'' امتعاضهم من تغيير موقع محطة الحافلات، إذ تم تحويلها من وسط مدينة زموري إلى المدخل الغربي للبلدية جعلها جد بعيدة عن التجمعات السكانية، مما زاد من معاناة المسافرين الذين يضطرون أحيانا إلى قطع مسافة 1 كلم مشيا على الأقدام للوصول إلى محطة الحافلات، حسب ما أكده أحد المواطنين الذي يقطن بحي ''السيقنة'' في المدخل الشرقي للبلدية، الذي يلجأ إلى قطع كل تلك المسافة من الجهة الشرقية إلى الغربية من البلدية للوصول إلى المحطة، وهو ما اعتبره أمرا غير مقبول ويشكل عبئا إضافيا على المواطنين خاصة في فصل الشتاء وفي أوقات الصيف التي تعرف ارتفاعا مذهلا لدرجات الحرارة، وتبقى الفئة الأكثر تضررا من هذا لإجراء فئة المسنين الذين يعانون الأمرّين للالتحاق بالمحطة، بالإضافة إلى النساء اللواتي يجبرن على قطع كل هذه المسافة مشيا على الأقدام، ما يعرضهن لمشاكل عديدة في بعض الأحيان، خاصة العاملات منهن اللاتي يصظررن للخروج من البيت في وقت مبكر والعودة في المساء في أوقات متأخرة، ما يعرضهن لمصاعب جمة للالتحاق بالبيت، مع العلم أن البلدية تعرف ارتفعا ملحوظا في الجريمة، لذا يطالب سكان بلدية زموري بمراجعة هذا الإجراء الذي اتخذته مصالح البلدية، معتبرينه لا يخدم مصلحة المواطن. وفي استفسارنا عن سبب تغيير المحطة، ترجع بعض الأطراف اتخاذ هذا القرار إلى مشكل العقار، فالبلدية لن تتوانى عن إعادة المحطة إلى وسط التجمعات السكانية في حالة وجود وعاء عقاري يفي بالغرض. وفي السياق ذاته أبدى كل من حاورناهم استياءهم من الوضعية التي تعرفها محطة لمسافرين واصفين إياها بالمزرية نظرا لعدم تزفيت المحطة وحالة الغبار المتطاير خاصة في فصل الصيف باعتبار أنها مازالت مغطاة بمادة ''التيف''. أما إذا تساقطت بعض قطرات من الأمطار فحدث ولا حرج، حيث يصبح من الصعوبة بمكان الولوج إلى المحطة نظرا لامتلائها بالحفر والبركة المائية التي تعيق حركة الراجلين والسائقين على حد سواء. ومن جهتهم عبر مختلف المواطنين عن استغرابهم التداخل الحاصل على مستوى المحطة بين هذه الأخيرة والباعة الفوضويين الذين غزوها وحولوها إلى شبه سوق يومي، يستغلونه لعرض مختلف السلع فحول المكان إلى مفرغة عمومية جراء ما يخلفه معظم التجار من الفضلات والمخلفات، ما جعل المكان ملاذا آمنا للحيوانات الضالة التي تستغل المكان، وتعرض مرتادي المحطة إلى مخاطر خاصة من طرف الكلاب الضالة التي تعترض طريق المسافرين في أوقات الصباح الباكر أو أثناء الليل، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من المكان، مؤكدين أن هذا الوضع يزداد سوءا خاصة في فصل الصيف، إلى جانب تشويه الطابع السياحي للبلدية التي يقصدها العديد من السياح في موسم الاصطياف، مما جعل السياح يفضلون وجهات أخرى عن مدينة زموري السياحية. ونظرا لما يعانيه مرتادو محطة المسافرين، يطالب هؤلاء الجهات الوصية بالتدخل العاجل من أجل إيجاد حل للتداخل الحاصل بين المحطة والسوق اليومي والعمل على الفصل بينهما، وإيجاد موقع آخر محترم يسمح بممارسة التجارة في إطارها القانوني، مع المحافظة على صحة وسلامة الزبائن من التسممات التي يمكن أن تحصل خاصة وأننا في موسم تكثر فيه مثل هذه الحالات. كما يأمل السكان أيضا في أن تعمل السلطات المحلية على تقريب المحطة من التجمعات السكانية، وذلك لتخفيف الضغط والمعاناة على مستعملي هذه المحطة.