سطرت بلدية القبة جملة من المشاريع التي ترمي إلى تحسين الإطار المعيشي للسكان، لكن يبقى عدد كبير من هذه البرامج والعمليات يسير بوتيرة بطيئة ويشهد تأخرا كبيرا في الإنجاز، مثلما هو حال طريق المنظر الجميل الذي توقفت به الأشغال منذ أكثر من سنة، فيما استلمت البلدية بعض المنشآت، لكنها غير مطابقة للمقاييس اللازمة كما هو شأن سوق بن عمر الذي يشهد فوضى عارمة نتيجة نمط الإنجاز الذي اعتمدته البلدية، إلى جانب مشكل اختناق حركة المرور وبالخصوص على مستوى منطقة قاريدي وطريق المنظر الجميل غير المكتمل· تجري حاليا ببلدية القبة أشغال تهيئة وتزفيت العديد من الطرقات والمسالك في إطار المخطط البلدي للتنمية، كما شرعت السلطات المحلية منذ عدة أشهر في عملية واسعة لإعادة تهيئة الأحياء تشمل إعادة تزفيت الطرقات وتهيئة مساكات العمارات وإنجاز فضاءات خضراء وحدائق صغيرة، لكن العملية تعرف تأخرا كبيرا على مستوى بعض الأحياء، كما هو الشأن بالنسبة لحي 1216 مسكن بالمنظر الجميل 2 الذي توقفت به أشغال تزفيت الطريق منذ أشهر، وذلك راجع إلى نقص الزفت حسب ما أوضحه لنا أحد مسؤولي الشركة المكلفة بالإنجاز· من جهة أخرى عبر سكان الحي عن استيائهم من الوضع الذي آلت إليه "شبه الحديقة" الصغيرة الكائنة في قلب الحي، حيث أن السلطات لم تفكر في إنجاز مقاعد واكتفت بوضع هياكل حديدية فقط هي اليوم تشكل خطرا كبيرا على الأطفال وجميع من يقصد المكان، بعد أن اقتلعت من مكانها· وعلى صعيد آخر لم تستأنف بعد أشغال مشروع طريق المنظر الجميل ببلدية القبة والمعروف بطريق "باعة الجملة"، حيث أنها متوقفة منذ أكثر من سنة ولا يزال شطر كبير من الطريق يفتقر إلى تهيئة، وهو ما أبقى حركة المرور على حالها ولم يفك الخناق، علما بأن المشروع انطلق في شهر سبتمبر 2004 لكنه لم يكتمل إلى يومنا هذا، حيث تمت تهيئة فضاءات خاصة لركن الشاحنات التي تقصد محال بيع الجملة، كما أنجز أيضا مفترق طرق وتم تزفيت جزء من الطريق، لكن عملية إنجاز طريق مزدوج لم تنته كليا ولا تزال تراوح مكانها بسبب توقفت الأشغال· وقد عرف مشروع الطريق الذي رصد له غلاف مالي قدره 10 ملايير سنتيم ويمتد على طول 5،1 كلم عدة توقفات بسبب طبيعة الأرض وكذا الموقع الذي يحتله في وسط حضري يشهد تدفقا كبيرا للسيارات والشاحنات، علما بأن باعة الجملة موزعين على طول الطريق، هذا إلى جانب حافلات النقل التي تعبر الطريق يوميا، وقد سبق وأن أعيدت دراسة المشروع وتقرر تقليص عرض الطريق من 20 متراً إلى 18 متراً، قبل أن يحدد ب 22 متراً، إلى جانب الدراسات الخاصة بإنجاز وتجديد قنوات المياه والكهرباء وصرف مياه الأمطار طبقا لتعليمات ولاية الجزائر والتي تطلبت وقتا كبيرا كان وراء تأخر المشروع· من جهة أخرى يشهد سوق بن عمر الجديد الكائن بمحاذاة محطة النقل الحضري ببلدية القبة فوضى عارمة سوء التنظيم والنمط الذي اعتمدته السلطات في بناء الطاولات التي يعرض فيها التجار سلعهم· فالمتسوق اليوم يجد صعوبات كبيرة للتنقل ما بين طاولات السوق، علما أن السوق يضم قرابة 250 طاولة لبيع الخضر والفواكه ومختلف أنواع الملابس والأقمشة، حيث أنها نصبت بطريقة غير مدروسة ولم يتم التفكير في ترك المساحات اللازمة لتنقل المتسوقين داخل السوق، فالطاولات عبارة عن هياكل حديدية مغطاة بأقمشة، الشيء الذي شوه المنظر العام وجعل السوق تشبه إلى حد بعيد حيا قصديريا، ناهيك عن تسرب المياه عند تساقط الأمطار بسبب نمط إنجاز الطاولات الذي اعتمدته السلطات، حتى أن خطر نشوب حريق غير مستبعد بسبب "البناء الجاهز" والأقمشة التي تغطي الطاولات، علما أنه سبق وأن سجلت مثل هذه الحوادث بأسواق أخرى، على غرار سوق باش جراح الذي اندلع فيه حريق مهول أدى إلى إتلاف جميع الطاولات والأخطر في ذلك هو الربط العشوائي للتزود بالكهرباء، حيث عمد التجار إلى وصل "خيماتهم" بالأسلاك الكهربائية بطريقة فوضوية مما جعلها تتشابك وتتداخل فيما بينها، وأضحت اليوم تشبه إلى حد بعيد نسيج العنكبوت· ويطالب قاصدو سوق بن عمر بضرورة إعادة تنظيم هذه المنشأة التجارية من خلال تنصيب طاولات مطابقة للمقاييس المعمول بها مع ترك الفضاء اللازم لمرور الزبائن من أجل التسوق بكل راحة، علما أن الموقع الذي يحتضن السوق يعد استراتيجياً، كونه يقع بالقرب من المحطة مما يسهل تسوق المواطنين والاقتناء، كما أن هذا الفضاء التجاري سمح بامتصاص التجارة الفوضوية على مستوى إقليم البلدية وتطهير محطة النقل من التجار غير الشرعيين· من جهة أخرى تشهد حركة المرور على مستوى قاريدي اختناقا فظيعا وزحمة يومية لا تطاق، حيث تتشكل به طوابير لامتناهية للسيارات لاسيما خلال ساعات الذروة، تبدأ من مدخل حي قاريدي 1 والطريق المؤدي إلى المنظر الجميل وبن عمر، وتصل إلى مفترق الطريق بقاريدي 2 والطرق المؤدية إلى أحياء الينابيع، العافية والعناصر وكذا الطريق السريع الجانبي· ويستمر الوضع في انتظار إعادة تهيئة مفترق طريق قاريدي 2 الذي لم يعد يستجيب للمقاييس وليس بإمكانه احتواء الكم الهائل للسيارات التي تتدفق عليه يوميا، حيث سيتم إنجاز نفق على مستوى ذات الموقع يربط ببئر مراد رايس والطريق السريع الجانبي، كما سيتم غلق الممر الذي تمت تهيئته في السنوات الأخيرة والرابط بالطريق السريع الشرقي، والذي كان سببا في اختناق حركة المرور، وبالموازاة سيتم إنجاز محول يربط بالطريق السريع الجانبي·