ينتظر أن تنهي مقاطعة مونبلييه الفرنسية مطلع عام 2012 أشغال متحف ''تاريخ فرنسا في الجزائر'' الذي لقي معارضة كبيرة عندما تم الإعلان عنه عام 2003 كونه اعتبر كأحد أشكال تمجيد الاستعمار. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن معلم المتحف بدأت تظهر وتتبلور بعد أربعة أشهر من العمل في فندق مونتكالم الذي سيحتضنه والموجود وسط المدينة وبالقرب من محطتها، مشيرة إلى أن هذا المتحف سيحوي الوثائق والدلائل المتعلقة بالوجود الفرنسي في الجزائر منذ بداية الاحتلال عام 1830 إلى غاية 19 مارس 1962 تاريخ وقف إطلاق النار. وأوضح المصدر ذاته أن المتحف مرشح تسليمه في غضون 18 شهرا القادمة بتكلفة مالية تقدر ب 19 مليون يورو، والتي تم دفع نسبة 90 في المائة منها من قبل مقاطعة مونبلييه. وخلال زيارة نظمتها مقاطعة مونبلييه لفائدة الصحافة الفرنسية قصد الترويج لهذا المتحف، قال نائب رئيس المقاطعة جاك مارتن ''إن هذا المتحف مشروع يتقدم''، ودون أن يعطي معلومات إضافية عن نوعية وطبيعة ما سيحتويه هذا المتحف الذي سيؤرخ لصفحة سوداء من تاريخ فرنسا، إلا أنه اكتفى بالتوضيح أن الإعلان عن مضمون هذا المتحف سيكون من طرف رئيس المقاطعة حينما يحين الوقت المناسب. ويزعم الواقفون وراء هذا المشروع أن ''الهدف منه سيكون إنشاء متحف للتاريخ والمجتمع يعالج مقاربة تاريخية كلاسيكية بين الشعوب الأوروبية والإسلامية''، ومعتبرين أن هذا المتحف سيقدم الذاكرتين المختلفتين لفرنسا في وقت واحد دون الفصل بينهما. وسيحوي هذا المتحف على رصيد يضم لوحات ومنحوتات وخرائط ومخططات وملصقات، إضافة إلى وجود مركز به يحمل عنوان ''مركز الألواح الزيتية المغرب العربي''، والذي يركز في الأساس على تاريخ التصوير الفوتوغرافي في الجزائر. وكان من المفروض أن يتم إطلاق هذا المشروع عام ,2003 إلا أنه واجه موجة من الانتقادات والاعتراض من طرف مواطني مونبلييه وبعض المنظمات الحقوقية التي اعتبرت إقامة مشروع كهذا كشكل من أشكال تمجيد الاستعمار، وقد تسبب هذا المتحف الذي يؤيده العمدة السابق لمدينة مونبليه جورج فراش في استبعاده من طرف الحزب الاشتراكي بعد تأييد هذا المشروع ولإطلاقه لتصريحات عنصرية.