برروا ذلك بغياب التحفيزات وصعوبة التحويل إلى الشمال بعد إنهاء الخدمة كشفت مصادر طبية أن أكثر من ألف طبيب رفضوا مؤخرا التنقل للعمل بالولايات الداخلية وولايات الجنوب تطبيقا لتعليمات وزارة الصحة، لصعوبة العمل بالولايات المعنية مقارنة بالعاصمة مع صعوبة التحويل إلى الشمال بعد انتهاء الخدمة المدنية. وطالب المعنيون الذين أودعوا طعونا لدى الجهات المعنية بإجراءات تحفيزية ومغرية لا تزال وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في مواجهة إشكالية الخدمة المدنية والعمل بولايات الجنوب بعد رفض أزيد من 1000 طبيب التنقل إلى الولايات الداخلية والجنوبية للعمل هناك في إطار الخدمة المدنية وأشارت مصادر صحية إلى أن هؤلاء الأطباء برروا رفضهم للتنقل للولايات الداخلية وولايات أقصى الجنوب بصعوبة العمل هناك في ظل عدم توفر الإيواء لهم علاوة على تعذر تنقل عائلاتهم إلى ذات الولايات وأكد في هذا الشأن الدكتور المختص اخاموخ وعضو سابق في التكتل الوطني للأطباء المقيمين أن تعليمة الوزير زياري التي تم إصدارها السنة الجارية كانت وراء عزوف الأطباء من الالتحاق بالعمل بالولايات الجنوبية، حيث فرضت تعليمة الوزير السابق عدة صعوبات في التحويل إلى الشمال بعد انتهاء الخدمة المدنية. وكشف المتحدث في هذا الشأن أن المئات من الأطباء ممن أنهوا الخدمة المدنية بولايات الجنوب أودعوا قرار التحويل إلى الشمال، إلا أنه تم تجميدها إلى غاية اليوم. وأشار المتحدث إلى أن حل هذا الإشكال يكمن في إلغاء تعلمية الوزير زياري من خلال منح الأولوية في التحويل إلى الشمال إلى الأطباء الذين يؤدون الخدمة المدنية بولايات الجنوب والولايات الداخلية وليس لصالح الأطباء الذين يؤدونها بولايات الوسط مثلما هو الحال لقطاع الشرطة، أين يتم منح رجال الشرطة الذين يعملون بولايات الجنوب لسنوات معينة مناصب عمل أمام مقر سكناتهم بعد إنهاء العمل بالجنوب، كما دعا المتحدث إلى ضرورة منح الأطباء الذين يؤدون الخدمة المدنية بالجنوب والولايات الداخلية الأولوية في مسابقات التوظيف. من جهة أخرى، أشار عدد من الأطباء الأخصائيين الجزائريين أن الوزارة الوصية تفتقد الى حسن التسيير، وما تقوم به إلى من جلب أطباء كوبيين براتب شهري يتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف أورو لكل طبيب، كان أولى بها أن توفره لأطبائها المحليين الذين لا يتعدى راتبهم الشهري 600 أورو، وأضاف أحد الأخصائيين أن الأطباء الأجانب لا يقدمون شيئا زيادة عما يقدمه الطبيب الجزائري، وأنه لو أعطي هذا الراتب الشهري الذي يتقاضاه الأجنبي للطبيب الجزائري لكان تحفيزا له ومشجعا كي يتحمل أعباء العمل بولايات الجنوب. وأكد الأخصائي اخاموخ عضو سابق في التكتل النقابي المستقل للأطباء المقيمين على عدم مراعاة الوزارة أدنى الشروط الضرورية لتأدية الطبيب المختص عمله بالولايات النائية، موضحا أن هذا الاخير يؤدي مهامه في أصعب الظروف لانعدام الوسائل والإمكانات، حيث إن إرسال جراح إلى مناطق نائية تنعدم فيها وسائل وتجهيزات العمل يقتل مواهبه في الجراحة، كما أشار أيضا إلى مشكل السكن الوظيفي، مما يضطر الطبيب المختص إلى تخصيص جزء كبير من راتبه لتسديد فاتورة الكراء