لا تزال العديد من دور النشر تنتظر تجسيد مشروع المركز الوطني للكتاب الذي صدر المرسوم الرئاسي الخاص به في ماي 2009 وحدد آلياته وماهيته ووظائفه وطرق تسييره. وإن كان البعض ينظر إلى هذا المركز بأعين شاخصة وينتظر ''استدعاء'' لنيل حصته من هذا المركز أو ''كرسي ثقيل'' في إدارته. فإن البعض الآخر وجه أنظاره صوب تظاهرة جديدة لتعويض بعض الخسائر التي لحقته في مناسبات عديدة كان آخرها المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتج فيه ناشرون على هزالة حصصهم في مشاريع النشر والطبع مقارنة بآخرين أكثر حظوة و''سعدا''..وهنا فغالبية الناشرين يراهنون على ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية ''2011 خصوصا أن الوزيرة خليدة تومي وعدت بإعطاء الكتاب حجمه الذي يستحقه في التظاهرة من خلال طبع وإعادة طبع العديد من العناوين التي تعنى بالتراث والحضارة الإسلامية وتاريخ ''عاصمة الزيانيين''. ومن هذا المنطلق تشير بعض الأصداء الواردة من بيت الناشرين الجزائريين بنقاباتهم الثلاث، إلى أنهم أخذوا في التحضير لدراسة الأمر وطرق الاستفادة من ''الريع'' من خلال المشاريع المقدمة بعدما كانت وزارة الثقافة قد أعلنت مؤخرا عن برنامج جديد لدعم نشر الكتاب ومايسمى ب''تشجيع المطالعة العمومية''، في إطار تظاهرة تلمسان ,2011 مشترطة ألا تتجاوز الأعمال المرشحة العشرة مشاريع. ومن هنا تشير الأصداء إلى أن الاجتماعات التي عقدها بعض مدراء دور النشر، وتم بعضها في المكتبة الوطنية، تناولت هذا الجانب، وأبرزت حجم الخسائر التي لحقت بهم جراء استبعاد بعض مشاريعهم في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي كونها لم تستجب، حسب الردود التي تلقوها، للمواصفات أو لما هو مطلوب ومتناسب مع تظاهرة تعنى ب''الثقافة السمراء''. من ناحية أخرى، تشير أصداء أخرى، إلى أن عددا غير قليل من الناشرين بصدد التحضير لتكتل جديد يكون نقابة رابعة تضاف إلى النقابة الوطنية لناشري الكتاب ''سنال'' التي يرأسها مدير ''دار الحكمة'' أحمد ماضي، و''نقابة مهنيي الكتاب'' للزهاري لبتر، و''فوروم الناشرين'' الذي أسسه محافظ المهرجان الوطني للأدب وكتاب الناشئة إسماعيل أمزيان. وحسب ما تسرب من محيط النقابيين الجدد، فإن تكتلهم هذا يراد منه تنظيم البيت استعدادا للتعامل مع ترسانة القوانين والمراسيم التي ينتظر صدورها قريبا لتعيد تنظيم قطاع نشر الكتاب بالشكل الذي يقضي على الفوضى التي هو عليها في ظل دخول ''أشباه ناشرين'' إلى الساحة، إضافة إلى الظفر بمناصب سيادية في المركز الوطني للكتاب الذي ينتظر إطلاقه قريبا.