إجراءات عاجلة لإنقاذ الموسم بينت إحصائيات من مديرية الفلاحة بباتنة أن عواقب الجفاف كانت وخيمة على الفالحين والمساحات المزروعة خلال الموسم الفلاحي الماضي، في ظل وجود أزيد من 5500 فلاح قدموا تصريحات رسمية بالتضرر من الجفاف لدى المصلحة المعنية بمديرية الفلاحة، وهو رقم كبير لهؤلاء الفلاحين الذين يستغلون مساحة إجمالية قدرت ب118 ألف هكتارا، حيث لا يزال الفلاحون المتضررون ينتظرون تعويضهم عن الخسائر من أجل استئناف نشاطهم بعملية الحرث والبذر الخاصة بالموسم الفلاحي الجديد. فيما أكدت مديرية الفلاحة بالولاية أن مختصين من الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بباتنة يسعون للتقييم الدقيق لحجم الأضرار المسجلة في هذا السياق، في انتظار ما سيصدر عن الجهات المعنية من قرارات موجهة أساسا لتقديم إعانات للفلاحين المتضررين لاستئناف النشاط الفلاحي. وعلى الرغم من أن نكبة الجفاف التي مست ولاية باتنة الموسم الفارط ورقللت من قدرات عدد كبير من الفلاحين، إلا أن مصالح مديرية الفلاحة تتوقع حرث وبذر 175 ألف هكتار من الأراضي مناصفة بين القمح والشعير أي بزيادة تقدر بحوالي 15 بالمائة عن الموسم الفلاحي الفارط لاسيما بعد عودة الأمطار التي بلغت في الفترة من نهاية أوت الأخير إلى حد الآن أكثر من 60 ملم مما شجع الفلاحين على الشروع في عملية الحرث بسهولة. وقد انطلقت العملية منذ بداية الشهر الماضي بالمناطق الجنوبية للولاية في ظروف استثنائية بسبب مخلفات الجفاف. فيما نصبت لجنة ولائية لتتبع مجريات هذه الحملة وتحضير وسائل الإنتاج لدى تعاونية الحبوب والبقول الجافة بكمية تتماشى والاحتياجات الجديدة لهذا الموسم بكل خصوصياته، وحضرت في هذا السياق التعاونية إلى حد الآن حسب المسؤول 77 ألف قنطار من البذور المعالجة، إلى جانب توفير كمية معتبرة من الأسمدة الفوسفاطية لتغطية احتياجات هذه المرحلة، مع وضع خارطة تموين في 12 نقطة عبر مناطق الحبوب بالولاية. واتخذت من جهة أخرى التعاونية، يضيف المصدر، إجراءات لمساعدة الفلاحين بالمنطقة منها تمديد فترة تسديد القرض الرفيق لمن اقترض الموسم الأخير والدعم الموجه للبذور والأسمدة والعتاد في إطار صناديق الدعم المفتوحة لهذا الغرض، مع تنصيب شباك موحد بمقرها الكائن بعاصمة الولاية لتسهيل عملية تموين وتمويل الفلاحين للموسم الجديد. يذكر أن قطاع الفلاحة بباتنة يعد موردا اقتصاديا هاما ويحوز نسبة كبيرة من اليد العاملة النشطة خصوصا عبر الدوائر والبلديات ال61.