قتلى وعشرات الجرحى في اشتباكات بين الأمن و"أنصار الشريعة" لندن وواشطن تقولان إنهما تدعمان "الانتقال السياسي" في ليبيا أعلن الجيش الليبي أمس، حالة "النفير العام" في بنغازي ودعا "كافة العسكريين" إلى "الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري"، بعد مواجهات قتل فيها خمسة عسكريين بين الجيش وجماعة "أنصار الشريعة" السلفية الجهادية في كبرى مدن شرق ليبيا. وأوضحت تقارير أن القوات الخاصة التابعة للجيش سنقصف أي أرتال عسكرية غير شرعية تتجه نحو بنغازي. هذا وأعلنت وزارة الداخلية عن سقوط 9 قتلى وأكثر من 50 جريح حتى الآن في اشتباكات بنغازي بين أنصار الشريعة و القوات الخاصة الليبية. وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي "الحاكم العسكري للمدينة" إن رئيس الغرفة العقيد عبدالله السعيطي "أهاب بكافة العسكريين الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري"، لافتاً إلى أن هذا الأمر يصحبه إعلان لحالة النفير، مضيفا أن "كل من يتخلف عن الالتحاق سيتحمل عواقب غيابه قانونياً ويعد ذلك هروبا من حالة النفير والطوارئ القصوى". وكانت اشتباكات قد اندلعت بين القوات الخاصة والصاعقة التابعة للجيش الليبي مع أنصار الشريعة "السلفية المتطرفة" في مدينة بنغازي صباح أمس، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، بينهم مدنيي. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة والصاعقة، العقيد ميلود الزوي، إن "اشتباكاً دامياً يجري بين قواتنا وقوات جماعة أنصار الشريعة لأول مرة منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي". وأوضح الزوي أن "الاشتباكات بدأت بعد أن تم استهداف إحدى دوريات القوات الخاصة والصاعقة كانت متمركزة في جزيرة دوران منطقة البركة وسط المدينة بالقرب من مقر جماعة أنصار الشريعة"، مشيرا إلى أن "قوات الصاعقة ردّت على مصدر النيران واندلعت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، وفي الوقت ذاته اندلعت اشتباكات مماثلة بين القوتين في أرجاء مختلفة من المدينة بالقرب من مستشفى الجلاء في منطقتي رأس عبيدة والسلماني الغربي بالقرب من عيادة خيرية تابعة لأنصار الشريعة". وتشهد ليبيا انفلاتاً أمنياً واسعاً منذ أشهر، وتسبب هذا الانفلات في اغتيال العديد من الشخصيات العسكرية والأمنية ورجال سياسية وإعلام ورجال دين إضافة إلى شخصيات ناشطة في المجتمع المدني. وعادة تنسب هذه العمليات إلى مقاتلين متطرفين، لكن السلطات التي تجاهد لخلق قوات جيش وشرطة قادرة على بسط الأمن لم تكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه العمليات الإجرامية الممنهجة. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن لندن وواشنطن أكدا دعمهما لجهود تحقيق انتقال سياسي في ليبيا بقيادة ليبية، وكذلك دعم ليبيا لاستعادة الاستقرار الأمني. تحادث وزيرا خارجيتي بريطانيا وليام هيغ وأميركا جون كيري ومع رئيس الحكومة الليبية علي زيدان في منزل السفير الأمريكي في لندن، الأحد. وأطلع زيدان الوزيرين على آخر التطورات في ليبيا، بما في ذلك جهود تحقيق تسوية سياسية بقيادة ليبية. وأكد وزير الخارجية هيغ التزام المملكة المتحدة في دعم عملية الانتقال في ليبيا، وخصوصا التسوية السياسية بقيادة ليبية. وفي سياق هذا الدعم البريطاني، تدرب بريطانيا 2,000 من أفراد القوات المسلحة الليبية على المهارات الأساسية للمشاة.