العلاقة الوثيقة التي جمعت بين الجزائر والمناضل الجنوب الافريقي الراحل نيلسون مانديلا، جعلت أعلى المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية رمطان لعمامرة يعبران باسم الجزائر عن عميق حزنهما لرحيل هذا الزعيم الفذ، والقائد الذي أعطى المثال عن الصمود والنضال السلمي. وأورد الرئيس بوتفليقة في رسالة التعزية التي وجهها الى الشعب الجنوب الافريقي وعائلة الفقيد "إن نيلسون مانديلا يتماهى مع تاريخ جنوب إفريقيا من حيث أنه تجسد فيه نضالها الطويل من أجل الحرية والكرامة". وبخصوص مشاطرة الشعب الجزائري كفاح الفقيد ضد الأبارتاد وفي سبيل استعادة كرامة الإنسان كاملة غير منقوصة، أوضح بوتفليقة "إن ما أوليناه من مودة وتقدير إنما هو نتاج ذلكم التماهي مع مسعى الإنسان ومع عدالة قضية شعبه". وذكر الرئيس إن الفقيد "قد تحلى خلال مساره النضالي بتمام التواضع والاستقامة في الوفاء بالتزامه فيما بذله من أجل خدمة شعبه". وجاء في برقية رئيس الجمهورية إن "اشتراكنا في تبجيل بطل إفريقيا هذا وفي محبته أتاح لبلدينا بناء تضامن لا تنفصم عراه. وإن أفضل ما يمكن أن نمجد به نيلسون مانديلا هو المضي قدما في هذا المسعى المتضامن على درب النهضة الإفريقية". وأضاف الرئيس بوتفليقة "سيخلد ماديبا إلى الأبد في الذاكرة الإفريقية من حيث أنه حقق المصالحة بين أبناء جنوب إفريقيا وترك بصمته في سجل حركة انعتاق إفريقيا الذهبي. وله المكانة الأثيرة كذلك في قلب كل إنسان محب لقيم الحرية والكرامة الإنسانية". من جانبه أكد وزير الخارجية رمطان العمامرة من العاصمة الفرنسية باريس، حيث يشارك في ندوة الايليزي حول السلم والأمن في إفريقيا أن "رسالة مانديلا ستبقى خالدة. إنها رسالة تحرر وتضحية ومقاومة واعتماد على النفس". وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية إن "عمل نيلسون مانديلا يدل بأنه عندما يعمل الافارقة معا ويبذلون تضحيات معا لا يمكنهم إلا تحقيق انتصارات". كما عبر عن "تأثر الجزائر قاطبة" لفقدان مانديلا مذكرا بأنه كان "واحدا منا وكان قد صرح بأن جيش التحرير الوطني هو الذي صنع منه رجلا".