تعيش جامعة خميس مليانة بعين الدفلى أحلك أيامها في الفترة الأخيرة بسبب تصاعد الإضرابات وارتفاع وتيرة الغضب الطلابي من يوم إلى آخر بسبب ما تصفه التنظيمات الطلابية بالتعنت وعدم اهتمام الإدارة بالمطالب التي باتت تتدفق بشكل غير مسبوق على الإدارة. ويعكس الإضراب المفتوح الذي يشنه الطلبة منذ الأربعاء الماضي واقعا مريرا تعاني منه الجامعة على مدى نحو 4 أشهر بسبب عدم تسوية مشكلة الماستر لعشرات الطلبة في عديد التخصصات العلمية، ناهيك عن غياب آليات الحوار بين الإدارة والطلبة المضربين للنظر في مسألة تواريخ التسجيلات والتحويلات وعدم فتح المجال لطلبة النظام الكلاسيكي. كما تحدث المضربون عن غياب روح المبادرة في حل مشكل الطلبة خصوصا الفئة التي طالبت في أكثر من مناسبة بكشوف نقاطها، وقد أدى بالكثير من المضربين يوم الخميس الماضي في حادثة تعد الثانية من نوعها إلى اجتياح الإدارة ومطالبة لقاء رئيس الجامعة الذي رفض التنقل إلى مكتبه مخافة وقوع أي مكروه. وتبرز المعطيات أن المضربين طالبوا بلجنة تحقيق وزارية لفضح طريقة التسجيل في الماستر التي مست فئة على حساب أخرى. وهو ما وصفه الطلبة بالانتقائية والتجزئة في التعامل مع رغبات الطلبة، منددين بقوة بالإجراءات التعسفية في إلغاء العديد من ملفات التسجيل لطلبة كان همهم الوحيد دخول الماستر. والمثير في الموضوع أن مدير الجامعة يمتنع عن استقبال الطلبة حتى يوم الاستقبال المخصص من طرفه، غير أنه يرفض الحضور يوم الثلاثاء على الرغم من الطلبات العديدة فوق مكتبه، ما يعني أن الجامعة دخلت في مرحلة غير مسبوقة من الخطر والفوضى. كما استغربوا انفراده بصلاحيات واسعة لا تتوفر في رؤساء جامعات على الصعيد الوطني فهو الأستاذ ورئيس الأقسام وعميد الكليات على حد تعبير المضربين. في وقت تم تجريد معظم الأساتذة من صلاحياتهم وصاروا حبرا على ورق في نظر الطلبة. الطلبة المضربون الذين رسموا صورة سوداوية عن واقع الجامعة، قرروا مواصلة إغلاق الجامعة بدعم من مختلف التنظيمات الطلابية التي تبنت معظم المطالب خصوصا منها فتح مناصب الماستر دون استثناء وإصلاح الإدارة وفتح الحوار مع إعلان قوائم الماستر التي تم تحديدها سابقا. كما طالبوا بإتاحة الفرصة للطلبة من اجل مناقشة مذكراتهم في أقرب الآجال، ووقف مظاهر المحسوبية والنزعة العشائرية في قبول ذاك ورفض ذلك في مجال التحويلات والتسجيلات. على أي حال تبقى جامعة خميس مليانة مغلقة تماما وتسبب الوضع يوم الخميس في إلغاء المنتدى الوطني حول شراكة المشاريع، وأن الوضع الساخن يؤشر على أن الفوضى لا تزال قائمة في ظل تصلب الإدارة في فتح الحوار مع ممثلي الطلبة والقضاء على بؤر التوتر الطلابي من جذوره.