كمال بوشامة : أخطأت في حق سعد الله وخسارته بحجم خسارة مانديلا أنا في حالة من الذهول لسماع الخبر.. ما يسعني إلا أن أترحم على روح فقيد الجزائر.. كان رجلا عظيما وغاب عن هذا البلد.. هو مؤرخ ومختص في الأدب، واليوم الجزائر تفقد أحد رجالها.. هو طود أشم وكان إنسانا بسيطا بشخصه، ومؤلفاته وأبحاثه الكثيرة.. كنت في كل مرة أحضر ملتقى له أو أسمع مداخلاته تجدونني شغوفا بها.. بالأمس القريب فقدنا زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا واليوم نفقد أبو القاسم سعد الله الذي لا يقل وزنا عنه، بل هو في حجم مانديلا، ولكن ليس في السياسة، وإنما في الأدب والتاريخ.. علاقتي به كانت جيدة.. كنا نلتقي بين الحين والآخر، لكني أخطأت في حقه مؤخرا لأنني لم أزره.. كان محنكا وصاحب بال واسع، وأنا جد سعيد لأنني قدمت للجمهور خلال تظاهرة "الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007" التي كنت مشرفا عليها ورميت منشفتها لاحقا؛ أول كتاب للفقيد أبو القاسم سعد الله.. كان أحد رجال العلم والثقافة، وواحدا من المثقفين الذين لم تول إليهم عناية كافية في الجزائر، وهي العناية التي يحظى بها لاعبو كرة القدم لا المؤرخون والعظام "الثقافة في الجزائر وصلت إلى الركبة وعملت إجهاضا".. حبذا لو توضع لسعد الله ولمثله من رجال العلم توابيت تكون مزارا للناس. زهور ونيسي : سعد الله مدرسة تاريخية وطنية كبرى كان رجلا واقفا على حبل الصلاح، أنا أعتبره شيخ المؤرخين في الجزائر.. كان مجاهدا ومناضلا في الفكر والكلمة والتاريخ واستطاع أن يجمع من التراث ما لم يجمعه أحد قبله ولا بعده، وفعل ما لم يفعله أحد.. له العديد من المؤلفات والكتب، ولكن التي ألفها في التاريخ شيئ آخر. لم يعتمد على المراجع الموجودة في الجزائر فحسب؛ بل كان يتنقل إلى باريس و"الكونغرس" بأمريكا.. علاقتي به كانت حميمة جدا فهو أستاذي بل واحد من أفراد عائلتي. رحمة الله عليه وطيب الله ثراه.. أتمنى أن يأتي شاب واحد مثله ينتمي إلى قناعاته ومنهجيته ووطنيته.. هو المدرسة التاريخية الوطنية الكبرى التي لا يجب نكرانها. الطاهر بن عيشة : عجزت عن أن أنقد حرفا من كتاباته لأنه كان موضوعيا رحمة الله عليه.. كان قريبي.. رجل مثقف كبير وفقدانه خسارة كبيرة للجزائر.. كان مثقفا ذا حس في كل المواضيع التي تناولها وعالجها.. كان يشعر دائما بالمسؤولية في قول الحق ولقد قال ما يجب أن يقوله واليوم علينا أن نحافظ على ما خلفه، وكوني ناقدا لم أصادف يوما في كتاباته ما يستحق النقد.. كان موضوعيا وأتمنى أن يواصل مثقفونا في مخطط وطريق العلامة الموسوعي أبو القاسم سعد الله. المؤرخ رابح لونيسي : رفض منصب وزير لأنه كان يملك الوقت للعلم فقط هو من الأستاذة الذين أشرفوا على رسالتي ل"الماجستير" عندما كنت طالبا وبعدها أصبح صديقا صاحب أخلاق عالية جدا.. أخلاق العالم بأتم ما تحمله الكلمة من معنى.. صدقوني أنا متأثر جدا، وكنت طالبا وكان يراني إلى بعيد.. كان يسألني في كل لقاء يجمعنا "هل تحتاج شيئا أثناء تحضير المذكرة".. لم يكن سلبيا انتهازيا.. كان بإمكانه أن يكون وزيرا لكنه رفض، وهو المنصب الذي عرضه عليه الوزير الأسبق للحكومة سيد أحمد غزالي، كانت لا تستهويه المناصب همه الوحيد العلم فقط.. لقد فقدنا عظيما وعزائي لكل الجزائريين والباحثين والمؤرخين.