لن نتصافح مع ممثلي المعارضة لأنه لن يكون هنالك تفاوض مباشر أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس، عن أن أحدا لا يمكنه منع الرئيس بشار الأسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2014، مشيرا إلى أن دمشق شكلت وفدها لحضور مؤتمر دولي للبحث عن حل للأزمة، يعقد الشهر المقبل في سويسرا. وقال المقداد في مقابلة صحافية "اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري أن يترشح. من يمكنه أن يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في أن يكون مرشحا"، في تصريحات تأتي يوم اتهمت روسيا حليفة النظام السوري، الأسد بتصعيد التوتر في بلاده جراء تصريحاته حول احتماله ترشحه مجددا بعد انتهاء ولايته الحالية منتصف السنة المقبلة.أضاف المقداد "نريد في ختام (المفاوضات المزمعة بين النظام والمعارضة) أن تحدد صناديق الاقتراع من يقود البلاد، والرئيس الأسد يحظى بغالبية كبيرة، بعكس الرئيس (الفرنسي) فرنسوا هولاند الذي لا يحظى بتأييد سوى 15 بالمائة من الشعب في بلاده". أضاف المسؤول السوري "برأيي إنه على الرئيس الأسد أن يكون مرشحا، لكنه هو من سيقرر ذلك في الوقت المناسب". ورأى أنه "لا يحق لأحد التدخل والقول إذا ما كان عليه الترشح أم لا. هذا قرار يجب أن يتخذه الرئيس بنفسه بتأييد من الشعب السوري". وترفض المعارضة السورية اي دور للرئيس الاسد في المرحلة الانتقالية التي من المقرر ان يقرها مؤتمر دولي حدد موعده الشهر المقبل في سويسرا. واكد المقداد ان وفدا رسميا من تسعة اعضاء وخمسة مستشارين سيشارك في المؤتمر الذي يبدأ اعماله في 22 جانفي في مدينة مونترو السويسرية قبل مواصلتها في جنيف. وقال "نحن مستعدون بشكل كامل وسنعلن أسماء الأعضاء في وقت سريع". ورفض المقداد الإجابة على سؤال حول استعداد بلاده لمحاورة "الجبهة الإسلامية" التي تشكلت حديثا، وتضم مجموعات إسلامية بارزة معارضة للنظام، وأبدت واشنطن استعدادا لمحاورتها ومشاركتها في المؤتمر. ورأى أنه "علينا أن نرى نتائج نقاشات (السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد) لأن الأمريكيين مولجون بتأليف وفد المعارضة. وتواجه المعارضة تباينات في صفوفها حول المؤتمر وبنوده.ورأى المقداد ان "الهدف الرئيسي (من المؤتمر) هو وقف الإرهاب والقتل. هذه نقطة أساسية يجدر على كل السوريين الاتفاق عليها وبعدها كل النقاط الأخرى تكون مفتوحة على النقاش". ويستخدم النظام السوري عبارة "إرهابيين" للإشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 33 شهرا. أضاف المسؤول السوري البارز "بالنسبة إلينا الأهم هو الحفاظ على سلامة الدولة، وعدم خلق فراغ، والعمل على تأليف حكومة وحدة وطنية ذات تمثيل واسع يعكس الوجود الفعلي لكل قوى البلد". وردا على سؤال عما اذا كانت حكومة الوحدة الوطنية تعني وجود ممثلين للنظام والمعارضة، أجاب "بالتأكيد، ومستقلون حتى". وتعقيبا على سؤال حول اذا ما كان يمكن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد الجربا ان يكون وزيرا، قال المقداد "لا اريد ان اتدخل في شؤون المعارضة (...) عندما نلتقي في جنيف ويقول ممثلها ان هذا هو مرشحنا لهذا المنصب الوزاري، سنناقش الموضوع".ورفض المقداد التعليق عما اذا كان سيصافح ممثلي المعارضة في المؤتمر، مشيرا الى ان الوفدين لن يتوجها بالحديث الى بعضهما البعض مباشرة حول طاولة المفاوضات.واشار الى ان "الطريقة التي حددتها الاممالمتحدة هي ان يوجه كل طرف حديثه الى (الموفد الدولي الى سوريا) الاخضر الابراهيمي، وهو الذي سيتولى قيادة المفاوضات". اما ممثلو الولاياتالمتحدةوروسيا اللذين سيطلق عليهم اسم "المبادرون"، فسيكونون موجودين على مقربة من قاعة الاجتماعات. وقال المقداد "سيجلسون في غرفتين على مقربة من القاعة. دورهم يقوم على تقديم المشورة او محاولة حل مشكلة اذا ما اراد اي من الوفدين ابلاغهم بها".وانتقد المقداد بشدة المملكة العربية السعودية الداعمة للمعارضة السورية. وقال "اعتقد ان لدى الذين دعموا المجموعات الارهابية شعور حاليا بانهم ارتكبوا اخطاء كبيرة. (الدولة) الوحيدة التي ما زالت تعلن دعمها الكامل للمجموعات الارهابية وتنظيم القاعدة، هي السعودية".وتابع "اذا ما اراد العالم ان يتفادى 11 سبتمبر جديدا، عليه أن يقول لهذا البلد "كفى"، ووضعه على لائحة الدول الداعمة للإرهاب".