^ الحكومة الجزائرية تفتح مجال تدريب وتكوين مختلف الأجهزة النظامية الليبية أفاد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، في طرابلس بأن الجيش الوطني الشعبي "في حالة استنفار دائمة لتأمين حدود الجزائر على أكمل وجه"، معترفا بأن الانتشار الواسع لشبكات تهريب الأسلحة أضحى مشكلا رئيسيا يهدد أمن المنطقة، وذلك في سياق قراءته للتطورات الجارية على الحدود الشرقية الممتدة من النيجر جنوبا إلى غاية تونس شمالا، مرورا بليبيا، وهي المناطق التي شهدت نشوء بؤر إرهابية جديدة. وأفادت مصادر مطلعة أن سلطات البلدين تكون بصدد دراسة مقترحات بأن يشمل نشاط التصنت السري للقوات الجزائرية المناطق الحدودية على التماس المباشر مع ليبيا، من أجل تشديد الرقابة على الممرات التي تستغلها الجماعات الإرهابية في التنقل عبر الحدود. وأشار مصدر مطلع، إلى أن الأمر كان محل إثارة مسؤولين ليبيين ووفود أمنية ليبية إلى الجزائر، وأدخلت هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي حيز التنفيذ مخططا أمنيا جديدا لتشديد المراقبة على الحدود المشتركة مع تونس. ويتضمن المخطط مراقبة جوية للحدود الشرقية إلى غاية العمق الليبي لمنع تسلل الجماعات المسلحة وتهريب أسلحة من ليبيا إلى الجزائر، بالإضافة إلى تسلل عناصر إرهابية. وقال سلال في كلمة افتتاح أعمال اللجنة العليا الليبية الجزائرية المشتركة التي بدأت أشغالها أمس بطرابلس، إن تدهور الأوضاع الأمنية ناتج عن الانتشار الواسع للسلاح، وهو ما يحتم على البلدين مضاعفة جهودهما المشتركة لوضع حد لهذا الانتشار والسيطرة عليه وتأمين حدود البلدين. وثمن الوزير الأول خطوات التعاون والتنسيق الأمني الجارية بين البلدين، مشيرا إلى أن الجزائر تتابع المجهودات التي تقوم بها ليبيا في هذه المرحلة، وقال "نحن واثقون بأن الشعب الليبي قادر على مواجهة هذه المرحلة وبناء دولته"، معربا عن وقوف الجزائر إلى جانب الشعب الليبي، واستعدادها لدعمه ومساعدته على تجاوز كل العقبات. وثمن الوزير الأول "الخطوات التي قطعها التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين"، مشيدا في نفس الوقت ب«النتائج المشجعة التي تحققت لحد الآن في مجال تدريب وتكوين أفراد الشرطة الليبية في الجزائر". وأعلن السيد سلال بالمناسبة عن "استعداد الجزائر لتلبية احتياجات الأشقاء في ليبيا في هذا المجال". وبعد ذلك أكد سلال في كلمة له أمام أعضاء مجلس طرابلس المحلي "المجلس الولائي، "تحذونا إرادة صادقة وقوية في مرافقة الأشقاء في ليبيا من أجل بناء مؤسسات الدولة المواكبة لتطور العصر" ومن ثمة -يضيف سلال- في "إنعاش الاقتصاد وتحسين الوضع الاجتماعي وتأمين الحدود المشتركة وتنميتها". وأضاف بأن هذه الزيارة جاءت "تجسيدا لرغبة البلدين من أجل فتح صفحة جديدة في مسار تطوير علاقاتهما الثنائية والدفع بها قدما صوب آفاق رحبة تعود بالخير الوفير على شعبي البلدين". وفي هذا الشأن، أكد الوزير الأول أن "ما يجمع الشعبين والبلدين من أواصر القرابة والجوار والنضال المشترك" يشكل "صرحا منيعا من شأنه أن يحفظ سلامة العلاقات بين البلدين التي ترسخت عبر مراحل التاريخ العريق". ولدى تطرقه إلى التاريخ الذي يجمع البلدين قال السيد سلال إنه "بات ملزوما على الجزائر وليبيا الانحناء بخشوع أمام أرواح شهداء البلدين التي سقطت من أجل الاستقلال وانتزاع الحرية". وعن العلاقات التي تجمع الشعبين، أكد الوزير الأول وقوف الشعب الجزائري إلى جانب الشعب الليبي حيث قال "إن إخوانكم في الجزائر يحبونكم ويقفون إلى جانبكم في السراء والضراء"، معربا عن يقينه بأن ليبيا "ستتغلب على الصعاب وستنتصر في آخر المطاف". وتابع بأن ما تعيشه ليبيا "شدة وستزول"، مبرزا أن "الشعب الليبي مثله مثل الشعب الجزائري جذورهما واحدة مرتبطة بالعروبة والأمازيغية وكلاهما يدين بالإسلام السني".