سبات كبير و"فرملة" لمشاريع التنمية يعيش مجلس بلدية مسعد 76 كلم جنوب عاصمة ولاية الجلفة منذ أيام على وقع تجاذبات عدة، بين طرفين أحدهما تابع لرئيس البلدية والآخر مناوئ له. وتحدثت مصادر "البلاد"، عن أن بوادر سحب الثقة من "المير"، بدأت تأخذ شكل كرة الثلج، في ظل حالة الركود التي تشهدها البلدية منذ تنصيب المجلس البلدي. وأضافت المصادر أن الكتلة التي خرجت عن طوع ورداء "المير"، طالبت في تحركاتها بإعادة هيكلة المجلس البلدي وإعادة تمثيل الأحزاب، زيادة على تحرير صلاحيات النواب ورؤساء اللجان، مع العلم أن طرفي الخصام يجتمعان يوميا وفي لقاءات ليلية ونهارية من أجل "بلورة" تحركاتهم، وأن عملية الشد والجذب هي على أوجها واستمالة الأعضاء بين الطرفين عرفت تصاعدا كبيرا من أجل إضعاف الطرف الآخر وزعزعة تماسكه. وقالت المصادر ذاتها إن كتلة "المير" تتكون من 18 عضوا والكتلة المناوئة تتكون من 16 عضوا. وفي ظل وضعية الانسداد الكبيرة، تعيش المدينة حالة من الركود أثرت على التنمية بشكل ملحوض. وذكر منتفضون من الشباب في تصريحات متطابقة ل "البلاد" أن غياب التنمية على مستوى العديد من الأحياء السكنية، مثل حي قبر الصحبي، زيادة على ممارسة التهميش والإقصاء الذي يتعرضون له، هو السمة التي تميز واقع البلدية منذ عهدات انتخابية متواصلة، مطالبين بتدخل والي الولاية، وفتح تحقيق في غياب المجلس البلدي عن حل مشاكل المواطنين، ونزل المنتفضون من السكان "تمنشيرا" في السلطات المحلية التي ظلت المتفرج الكبير على مشاكلهم دون أن تتدخل لحلها، ليؤكدوا أن المجلس البلدي المنتخب لا يعرف غير انتهاج أسلوب "الترقيع" والهروب إلى الأمام. السكان من أحياء المدينة الفقيرة والمعدومة، كحال حي المجاهدين، سعيفي، دمد، قبر الصحبي وغيرها، 175 سكن، حي مسجد النور، تحدثوا مطولا عن غياب التهيئة وغياب الإنارة العمومية وشح الحنفيات من الماء، بل إن سكان حي سونلغاز اشتكوا من ضخ مياه غير صالحة للشرب في الأيام الماضية. وفي هذا السياق طالب سكان حي القدس بتحرك المصالح المعنية في اتجاه إخراج الحي من وضعيته الكارثية التي ظلت قائمة أمام الجميع من دون تحرك، مؤكدين أن سكنات "الفيلات" تحديدا، وضعها مزر وتتجه من سيئ إلى أسوأ، حيث لم تتم برمجة أي مشاريع إنمائية في الحي المذكور من شأنه إخراجه من حالة البؤس والحرمان والمشاكل التي يتخبط فيها منذ سنوات عديدة، مطالبين بتوفير الحد الأدنى من التهيئة العمومية، ذاكرين أن شوارعه لا تزال على حالة الإهمال، بداية بانعدام تعبيد الطرقات والأرصفة، وانتهاء بانعدام الإنارة العمومية، وأضاف أحد السكان أن مصالح "أوبيجي" دورها تتقاعس في إصلاح انسدادات مجاري العمارات، حيث سجل انسداد في أحد العمارات ولم يتم إصلاح الوضع إلا بشق الأنفس. غياب المنتخبين ومصالح البلدية، أدى إلى بروز تهاون كبير من قبل المقاولة المشرفة على إعادة قنوات الصرف الصحي، حيث أدخل الحي في أزمة كبيرة من جراء عمليات الحفر الكبيرة، ليغادر الحي ويترك الوضع شبه كارثي، أثر على السكان، مشيرين إلى أنه لو كانت البلدية تتابع مجريات الأشغال وتقوم بدورها الرقابي لما وصلت الأمور إلى هذه الدرجة، زيادة على ما قاله سكان حي مسجد النور والذين تحدثوا عن أن المقاولة المكلفة بأشغال الأرصفة، غادرت موقعها بعد أن "زلزلت" الشوارع، مؤكدين أن مستوى الطريق أضحى تحت مستوى المساكن، مما تسبب في تسجيل عدد من الجرحى، خاصة كبيري السن على خلفية سقوطهم المتكرر، متعجبين من بقاء هذا الوضع على هذه الحالة. وطالب السكان بضرورة تدخل الوالي وفتح تحقيق في كل ما تم سرده، خاصة على مستوى التلاعبات في المشاريع والتلاعبات في الإنجاز.