مرة أخرى خرج، أمس، العشرات من سكان وشباب مدينة مسعد 76 كلم جنوب عاصمة ولاية الجلفة إلى الشارع مقدمين على التجمهر واحتلال وقطع الطريق الرئيسي احتجاجا على تماطل السلطات المحلية في تعبيد وتهيئة بعض الأحياء السكنية. وقال بعض الشباب المنتفض، في اتصال ب ''البلاد''، إن غياب التنمية على مستوى العديد من الأحياء السكنية على غرار حي ''قبر صحبي'' وحي ''الدرك سابقا''. كان وراء انتفاضتهم الأخيرة، زيادة على ممارسة التهميش والإقصاء الذي يتعرضون له منذ سنوات مع ''تخييط'' فرص العمل على مقاس أطراف معينة الأمر الذي حول البلدية إلى ''مؤسسة'' عائلية ذات منفعة خاصة بالمجلس البلدي دون سواه. وطالب المنتفضون بتدخل والي الولاية، وفتح تحقيق في غياب المجلس البلدي عن حل مشاكل المواطنين والسكان. ونزل المنتفضون من السكان ''شتما'' في السلطات المحلية من البلدية إلى الدائرة، التي ظلت تتفرج على مشاكلهم دون أن تتدخل لحلها، ليؤكدوا أن المجلس البلدي الذي ينام على بدلة سياسة ويصحو على أخرى، لا يعرف غير انتهاج أسلوب الترقيع وتهيئة ''الرومبة''، التي نصب بها تمثال يختزل نوعية التنمية الممارسة هناك وتفكير المسؤولين، وكأن الأمر متعلق بنقص ''تماثيل'' أبو الهول وإخوانه. الجدير بالذكر أن البلدية المذكورة عرفت العديد من الحركات الاحتجاجية بخروج المئات من المواطنين واحتلالهم الشارع وصب جام غضبهم على السلطات المحلية. المثير والمحزن والمبكي في مسلسل مسعد أن السلطات البلدية عجزت حتى عن تنظيف المدينة، لتمتد الأوساخ والفضلات إلى غاية مداخل مقر البلدية، فما بالك بالأوساخ والفضلات المنتشرة في الأحياء السكنية الأخرى وفي سوق ''بوشكارة'' الذي يعتبر كارثة بيئية قائمة أمام عجز وغياب الهيئات المحلية.