طوابير ومعارك تصنع يوميات المقهورين في عز الشتاء ارتفعت أزمة نقص أسطوانات غاز البوتان في أكثر من 11 بلدية تقع بالجهتين الجنوبية والغربية عبر تراب ولاية عين الدفلى، على الرغم من الشعارات التي رفعتها السلطات الولائية بقرب انتهاء الأزمة وأن المواطن القاطن في الريف سيقضي موسم الأمطار في منأى عن المعاناة. وقد اشتد الطلب على قارورات غاز البوتان خلال اليومين الماضيين في ظل انقطاع موارد التدفئة بالجهة الجنوبية خصوصا الواقعة على الشريط الحدودي بين ولايتي عين الدفلى والمدية، على وجه الخصوص بلديات بطحية، بلعاص، تيبركانين، الحسينية التي تعتبر امتدادا لسلسة جبال الونشريس المعروفة ببرودة مناخها وصعبة العيش في عز الشتاء، كما يتقاسم سكان أعالي مليانة، بن علال، الظروف القاهرة نفسها نتيجة ندرة قارورات غاز البوتان وسط غضب شعبي عارم من عجز السلطات عن توفير أقل احتياجات المواطن للخلاص من أزمة برودة الطقس، مما شكل ضغطا ماديا إضافيا على المواطن لقلة المعروض. وتكشف المعطيات عن انخفاض رهيب للكميات الممنوحة لمختلف البلديات الريفية وتجاوز سعر القارورة الواحدة 400 دج في المناطق المنخفضة فيما ارتفع الطلب ليشكل صدمة قوية لطالبي هذا المورد النفطي التقليدي ليصل حدود 550 دج للقارورة الواحدة. كما شهدت مستودعات الغاز ازدحاما وصراعا بين المواطنين للحصول على احتياجاتهم واستبدال قارورات فارغة بأخرى مملوءة بأسعارها الرسمية. وتبرز المعطيات أن شاحنات شركة نور غاز القادمة من مركز التعبئة بمدينة الشطية شمال عاصمة ولاية الشلف على بعد 70 كلم عن ولاية عين الدفلى تقوم بطرح 3 شاحنات أسبوعيا على سوق الغاز بهذه الولاية الأخيرة، غير أنها لا تسد الطلب المتصاعد على قارورت غاز البوتان من قبل مواطني الأرياف والقرى الواقعة في أحضان جبال زكار ولوح ودوي. كما نشط تجار السوق السوداء حيث لجأ الكثير من المواطنين إليهم بعد فشلهم في الحصول على احتياجاتهم من المستودعات. وأكد بعض المواطنين أن الأزمة ظهرت مع بداية السنة الجارية وسط الظروف المناخية التي تجتاح الولاية والمناطق المجاورة، إذ صار الحصول على قارورة واحدة صعب المنال بسبب ندرة الغاز وضعف تغطية معظم البلديات الريفية بشبكات غاز المدينة، في وقت تتحدث معلومات رسمية عن نجاح الولاية في تغطية حوالي 75 في المائة من مناطقها. تقول المصادر إن الفترة الممتدة بين ديسمبر ومنتصف الشهر المنقضي شهدت توفير ما يقرب 60 ألف قارورة بشكل عاجل لتغطية العجز في المناطق الأكثر احتياجا إلا أن الطلب ازداد بقوة في الأيام الأخيرة بسبب التقلب المناخي الجديد الذي تسبب في عزل الكثير من القرى عن العالم الخارجي خصوصا الواقعة بأعالي جبال زكار التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج على مرتفعات الجهة بعلو يقل عن 500 م لتمس تدريجيا المرتفعات التي تقع على علو300 م. وقد بلغ سمك الثلوج في بعض المناطق الجبلية 45 سنتيمترا، في الوقت الذي تتنبأ نشرات جوية محلية باستمرار تساقط الثلوج على مرتفعات الجهتين الجنوبية والغربية لذات الولاية. وقد أجمعت تصريحات الناقمين على الوضع في مناطق مختلفة بالولاية لاسيما المطلة على سلسلة الونشريس كما هو الحال لبطحية وتيبركانين على أن طلب الحصول على قارورة غاز البوتان بات حلما في ظل وجود سلطات "لا تبالي". كما أن المواطن اعتاد الطوابير والمعارك لتحقيق مراده في وقت أشارت مصادر محلية إلى أن عدم توفر مراكز تعبئة في الولاية سبب هذه الأزمات المتكررة التي تختفي حينا وتعود مجددا.