!نواب من حركة النهضة، استغربوا أن نقتني اللحم من ''الهند'' وليس من السودان ولا السند، وواجهوا بن عيسى بسؤال ''لحمي'' في نهش للأفلام الهندية التي تنتجها الوزارة منذ عهد الفلاح بركات، ليكون رد الوزير بأن تحاشى الكلام عن موطن ومرعى ''قصابة الرحمة'' مكتفيا بالتأكيد على أن اللحم قادم وإننا بإذن الله ''سنرقص'' لحما، مادام المنتوج قادم من هند صباحها رقص ومساءها رقص!''الحزينة'' العمومية ستخسر في صفقة استيراد اللحم الهندي، 100 مليون دولار مقارنة باللحم السوداني الذي نهشه أباطرة وبياطرة وزارة بن عيسى بعدما طعنوا في شرف وعرض ماشية أم درمان ووشموها بأزمات صحية· ورقم ال100 مليون دولار تغاضى عن تأكيده أو تثبيته وزير المراعي، رغم أنه كان يكفيه أن يجيب سائله: بأن أغنام وأبقار الهند تمتلك من الميزات والمواصفات ما يبرر دفع الغالي والرخيص فيها! فبغض النظر عن الدوافع التي رددنا بها جميل مراعي أم درمان، فإن خيار وزارة الفلاحة للهند كقصابة لبطون الجزائريين، يعد فيلما هنديا جميلا، سيستطعم معاشر الصائمين أحداثه في بطونهم، فالبقر الذي سنستمتع بأكل طحاله وكبده وضرعه، هو آلهة تعبد عند ''أشقائنا'' الهنود، ونحن سنبتاع من الهند ''ربها'' لكي نأكله!كما إن حال الأبقار من حال الخراف الهندية التي بمجرد أن نتذوق لحمها سوف نتعلم ''الرقص'' بلا طبل ولا طبال، فخراف الهند، ليست خرافا عادية ولكنها خراف ''راقصة'' تداعب الوجدان·· لذلك فمن العادي جدا أن يكون سعرها مرتفعا وراقصا و''مرقوصا'' به·· فالرقص الموجود في البلد لا يمكن أن يحتويه لحم السودان الشقيق، بل هو بحاجة إلى تعزيزه بلحم راقص· ولو من ا·لهند!