اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أمس، "الأصوات التي طالبت بالحماية الدولية" "بخيانة الوطن ولدمّ الشهداء والثورة التحريرية"، وشددت حنون بالقول "هو في الحقيقة صوت واحد، وأنا أزن مغزى كلامي جيدا وأن الشعب يوافقني في هذا الموقف"، وأكدت حنون من جهة ثانية أن حزبها "ليس من دعاة استمرار نظام الحكم القائم، لكن لسنا من دعاة الفوضى والتدخل الأجنبي، بل ندعو الشعب لتحمّل مسؤولياته"، وحذّرت من مغبة "تحوّل العنف اللفظي إلى عنف جسدي مثلما حدث من قبل والشذوذ السياسي والاحتيال". وخاطبت لويزة حنون في كلمتها خلال إشرافها على افتتاح أشغال اجتماع المجلس الوطني الجامع لحزب العمال بزرالدة، هؤلاء بالقول "ارفعوا أيديكم، لن يسمح الشعب الجزائري بهكذا ممارسات". وتساءلت عن الجهات التي يُمكن أن تحمي دعاة الحماية الدولية وقالت "هل يطلبون الحماية من الناتو الذي دمّر ليبيا، أو من أصحاب الخوذات الزرق التابعين للأمم المتحدة الذين تُسيّرهم القوى العظمى أو من البنتاغون الذي رفع عدد قوات المارينز في قواعده العسكرية بجنوب اسبانيا وايطاليا وكان قد أعلن سابقا أنه سيوجه هذه القوات تحسبا لتدخلات في شمال إفريقيا، أو من الجيش الفرنسي المتواجد في مالي؟". في سياق متصل، أكدت حنون أن "المناخ السياسي في الجزائر مشحون بالمخاطر والتلوث وانحرافات في الممارسات السياسية، حيث يبحث البعض ممن يُحاولون خلق قطبية مفتعلة لمصادرة السيادة الشعبية عن الوسائل لتفجير الأوضاع في بلادنا على غرار ما وقع في كينيا وكوت ديفوار، مما أدى إلى انسداد وفتح المجال للتدخل الأجنبي"، وحثّت حنون مناضلي وإطارات حزبها "للاستعداد لأيّ احتمالات"، ترى أن أخطرها "الغرق في الفوضى وفتح الباب للتدخل الأجنبي أو انطلاق مسار ثوري"، وأشارت إلى أن "هذه الأدلة كافية على أن الجزائر مستهدفة من الخارج ومن الداخل، غير أن الخطر الداخلي أكبر من الخطر الأجنبي الذي نملك الشعب والجيش والقوة لمواجهته، لكن بوجود أذناب داخلية تستدعي الوقوف بالمرصاد لها"، ودعت حنون في هذا الصدد "الأحزاب والنقابات لدقّ ناقوس الخطر وتكاثف الجهود لعزل أصوات أسمتهم "أصوات الغربان"، ونوّهت إلى أن "الجزائر ليست لا ليبيا ولا سوريا أو العراق أو أفغانستان، لأنها تملك شعبا سيتصدى لكل من يحاول تدمير البلد". ووجّه حزب العمال من خلال أمينته العامة "رسالة إلى رئيس الجمهورية المسؤول عن استقرار البلاد إلى غاية الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات الرئاسية"، حسب ما أشارت له "نطلب من الرئيس ضرورة إصدار كل الأوامر والتعليمات لنزع ورفع كل الذرائع أمام المغامرين والمقامرين"، مشيرة إلى أن "الاجراءات التي أعلن عنها الرئيس لضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية غير كافية لوجود هوة بينها وبين التطبيق". كما دعت إلى "إعطاء تعليمات لتحديد كل الوسائل لمراقبة أموال الحملة الانتخابية للمترشحين"، ونبّهت حنون إلى "ضرورة تهدئة وتقوية الجبهة الاجتماعية قبل الرئاسيات"، وأبرزت أن حزب العمال يدعم كل التحركات الشعبية المطالبة بالحقوق الاجتماعية، كما كشفت أمام مناضلي حزبها أن المكتب السياسي للحزب قرر أن تكون حملته الإنتخابية "هجومية وليست دفاعية، ويكون حزب العمال عنصر نظام في هذه الاقتراعات المقبلة".