لم يجد الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة أي عناء في إيجاد الموارد المالية لتمويل حملته الانتخابية في عهدته الرابعة، بعدما سارع عدد من الأشخاص والمؤسسات إلى تقديم "عربون الوفاء" بالملايير، في وقت ينتظر المترشح الأصغر سنا للاستحقاقات الرئاسية، رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، اشتراكات منضاليه، حتى يتسنى له القيام بحملته الانتخابية في أحسن الظروف، وسيقود بن فليس حملته الانتخابية من "جيوب" أصدقائه من المحامين والاطارات السامية الموثوق فيهم. أما تواتي وإن كان يدّعي أنه سيقودها ب«صفر دينار جزائري"، فسيعتمد لا محالة على مناضليه وخزينة الحزب، وما تزال "المرأة الحديدية" لويزة حنون، تنتظر ما ستجود به تبرعات مناضليها. في حين يبقى رباعين الرقم السادس الغائب في هذه المعادلة لكون هواتف قيادة الحزب "ترن بلا مجيب". لويزة حنون تنتظر تبرعات المناضلين لحملة رئاسيات 2014 كشف القيادي في حزب العمال، جلول جودي بأن حزب العمال لا يملك إمكانيات كبيرة لتنشيط الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب لويزة حنون، وقد دخل الحزب في حملة لجمع التبرعات من المناضلين المقدر عددهم ب30 ألف مناضل. وأكد جلول جودي في اتصال ب«البلاد" أن الحزب جند للحملة الانتخابية كل مناضليه لتنشيط الحملة الانتخابية من قياديين والمقدر عددهم ب107 عضو لجنة مركزية، إلى مناضلين والمقدر عددهم ب30 ألف مناضل، موزعين على 50 ألف مكتب تصويت على المستوى الوطني. وأضاف المتحدث أنه وخلال اجتماع المجلس الوطني تطرق الأخير لكل المصاريف التي تتطلبها الحملة الانتخابية من "طبع 2 مليون نسخة عن البرنامج الانتخابي، والملصقات، وتكاليف التجمعات وتنقل المترشح والوفد المرافق له"، وعادة تكلف حزب العمال خلال الحملات الانتخابية للانتخابات الرئاسية الماضية من 3 إلى4 ملايير سنتيم. ودعت الأمينة العامة لحزب العمال والمرشحة لرئاسيات 17 أفريل لويزة حنون، مناضلي ومناضلات حزبها للقيام بحملة انتخابية "هجومية" مبنية على الأخلاق السياسية صونا للإرادة الشعبية ولمواجهة كل "الانحرافات المسجلة في الممارسة السياسية". بوتفليقة.. ممولون بالملايير تهافت رجال أعمال ودخلوا في سباق ماراطوني من أجل تمويل حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمبلغ مالي قدره 750 مليار سنتيم، ويتقدم المجموعات المالية الداعية للرئيس، أنصار تقليديون ورجال مال وأعمال سبق وأن مولوا الحملات الانتخابية للعهدات السابقة، وهم رجل الأعمال في قطاع الأشغال العمومية والبناء علي حداد، وعمر ربراب، ورشيد طحكوت. كما التحق بالركب وبقوة هذه المرة متعاملو السيارات والعلامات الجديدة، التي لم ترد البقاء منزوية، واقتربت هي الأخرى لعرض خدماتها أملا في توسيع نشاطاتها وأرقام أعمالها مستقبلا، ومنها مجموعة محمد بايري، التي تسير علامات "إيفال"و"مازدا"، فضلا عن أحمد مازوز، رئيس مجمع "معزوز" الذي يسوق سيارات "كيو كيو"، وكذا مجموعة "حسناوي" رجل الأعمال الشهير الذي يسيطرعلى قطاع الإلكترونيك والسيارات، من خلال تسويق العلامة اليابانية نيسان. بن فليس.. حملة ب "جيوب" المحامين والقضاة وأصدقائه المقربين يبدو أن المترشح الحر للانتخابات الرئاسية المقبلة، علي بن فليس، محظوظ جدا، لأنه سيدير حملته الانتخابية، بما ستجود به جيوب الأسخياء من أحبابه في قطاع المحاماة والقضاة، والإطارات السامية في الدولة، ممن سبق له وزن اشتغل معهم، أو أؤلئك الذين يكنون له بالولاء حتى الآن، خاصة وأن الطامح لكرسي الرئاسة، اعتمد على سياسة انتقاء الأشخاص "المانحين" حتى يتفادى أي مساومة له في مبادئ حملته الانتخابية، لذلك فضل الاعتماد على أصدقائه من الموثوق فيهم لتمويل حملته الانتخابية بكل راحة. وتشير مصادر موثوق بها من داخل حملة بن فليس، أنه إلى غاية نهار أمس، جمع حوالي 400 مليون سنتيم، من المساندين لرئيس الحكومة الأسبق، وستتدعم خزينته خلال الأيام القليلة المقبلة بمصاريف أخرى، رفض مصدرنا الإفصاح عنها أو تقديرها لأنها تتأتى من مصادر مختلفة، غير أنه لمح إلى أنها قد تتجاوز المليار سنتيم، مستشهدا بالمصاريف التي تم صرفها منذ إعلان بن فليس لترشحه إلى اليوم، والتي تقدر حوالي 500 مليون سنتيم، إضافة إلى المصاريف الجزافية التي قدمها موالون لبن فليس، ككراء مكاتب وشراء مستلزمات المكتب وشرائح الهاتف، والنقل، وحتى الأكل، وهي مصاريف تكفل بها أشخاص من المقربين لشخص ابن الاوراس. تواتي... 400 مليون أقصى تقدير لحملته الانتخابية رفض رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، ومرشحها للانتخابات الرئاسية القادمة، موسى تواتي، الكشف عن القيمة المالية التي خصصها لإدارة حملته الانتخابية التي ستنطلق يوم 23 مارس الجاري، مكتفيا بالقول إنه يراهن على الرجال وليس على المال، موضحا أن شعاره خلال هذه الحملة هي "حملة الفقراء". ليس من السهل دفع تواتي، الذي يدخل غمار الرئاسيات لثالث مرة، إلى الافصاح عن مبلغ الحملة الانتخابية التي سيقوم بها بعد انطلاقها بحر الأسبوع القادم، كونه يعرف من أين تؤكل الكتف، على حد قول أحد مقربيه السابقين، الذي استقال من الحزب قبل عامين، وفضل مقاطعة الافانا التي كانت إلى وقت قريب بيته الثاني. كما انه يتقن لغة اللعب على "الأعصاب"، ويحفظ عن ظهر قلب كلمة "نحن فقراء"، وهي الكلمة التي لازمته في كل الحملات الانتخابية التي قام بها منذ تأسيس حزبه في 1999، التي شارك فيها حزبه سواء البلدية والولائية إلى التشريعيات إلى منصب رئيس الجمهورية. ولم يكلف تواتي نفسه عناء الإجابة على سؤال "البلاد" حول القيمة المالية، التي رصدها لتغطية تكاليف حملته الانتخابية، سوى الرد بكلمة "صفر دينار"، وبابتسامة عريضة راح يجيب علينا، أنه سيقوم بحملة انتخابية بسواعد الرجال، وليس بالمال، والملاحظ أن المترشح للانتخابات الرئاسية يسعى من خلال هكذا رد، لتفادي أي إحراج قد يقع فيه إن هو صرح بالكتلة المالية لحملته الانتخابية التي سيقوم بها في التجمعات الخمسة الرئيسية التي سينشطها في الجنوب الغربي بولاية ادرار وفي الجنوب الشرقي بولاية ورقلة وفي الشرق بين سطيف وقسنطينة وفي الوسط بين الجلفة والاغواط، وفي الغرب بوهران، وأخيرا في العاصمة، إضافة إلى زيارات جوارية للأحياء الشعبية والبلديات لملاقاة المواطنين ليشرح لهم برنامجه لمنصب القاضي الاول في البلاد. بلعيد.. حملة باشتراكات مناضلي الحزب! وإن كان هذا هو حال تواتي، فإن حال غريمه في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في 17 أفريل القادم، رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، مختلف تماما، لكون الرجل يدخل غمار انتخابات بحجم الرئاسيات، ومرشح لمنصب الرقم واحد في البلاد، لأول مرة، لكون الحزب حديث التأسيس والاعتماد، حيث قد يضطر المترشح أو محيطة للجوء إلى الاقتراض لتغطية تكاليف الحملة الانتخابية، في انتظار التعويض الذي ستمنحه الدولة لبلعيد بعد تبرير تكاليف حملته الانتخابية، والعمل ثانيا على التقليل من التجمعات التي تكلف أموالا لا بأس بها، خاصة وأن حزب بلعيد ما يزال يعتمد لحد الساعة على اشتراكات مؤسسي الحزب والمناضلين، وهو الأمر الذي سيصعب لا محالة من السير الحسن للحملة الانتخابية لأصغر مرشح للانتخابات الرئاسية وعمره لا يتعدى 51 سنة. رباعين العفاف والكفاف.. في انتظار الملايير الستة الجديدة أما فوزي رباعين المعتاد على الترشح للرئاسيات والخروج منها صفر اليدين، إلا ما استفاد من تمويل الحملة الانتخابية من قبل الدولة فإنه لن يكلف نفسه العناء الكبير في الحملة الانتخابية المنتظرة طالما أنه يكون حسب بعض المصادر المقربة من الحزب لم يستنفذ كل الاموال التي تحصل عليها من قبل وهوما سوف يدفعه لتبني استراتيجية القبض الشح للاستفادة مجددا من قرابة ستة ملايير يعزز بها ما لديه من أموال لا يصرفها حتى في نشاط حزبي على مدار السنوات الخمس التي تفصل بين عهدة وأخرى.