قامت وحدات الدرك الوطني ليلة أول أمس بإنزال أمني محكم عبر جميع منافذ وشوارع المزابيين والعرب بغرداية، حيث استغلت توجه المصليين لأداء صلاة المغرب لتقوم بسد جميع المنافذ والشوارع التي تشهد توترا منذ ما يفوق الأسبوع، مما حال دون تجدد المواجهات. من جهة ثانية أطلق مجلس أعيان غرداية أمس مبادرة للصلح ولمّ الشمل عبر صفحات الفايسبوك، دعا فيه كلا الطرفين الإباضيين والمالكيين الى الرشد والعودة الى طريق الصواب من خلال التسامح ووضع حد للانزلاقات التي تعيشها المنطقة، منذ نهاية السنة الماضية. وجاءت المبادرة تزامننا مع عودة الهدوء النسبي للمنطقة، خاصة مع إطلاق مجلس عمي السعيد وهو أكبر مجلس للأعيان الإباضيين بالمنطقة بيانا أكد من خلاله وجود مؤامرة وحشية ضد أبناء غرداية تهدف الى كسر التعايش السلمي الذي دام لقرون بين المالكيين والإباضيين، وبالموازة مع ذلك طالب الأعيان من قوات الدرك الوطني الوقوف في وجه مروجي المخدرات وباروناتها الذين استغلوا تأزم الأوضاع لترويج بضاعتهم لا سيما في حي الحاج مسعود الذي أصبح يعرف بأكبر بؤرة توتر بالمنطقة. الى جانب ذلك عاد الهدوء ليسيطر على الوضع منذ يومين خاصة مع الإنزال الأمني الذي قامت به وحدات الدرك الوطني ليلة أول أمس مستغلة توجه المصلين لأداء صلاة المغرب، حيث سيطرت على جميع الأحياء والشوارع مما حال دون تجدد المواجهات. وكان عدد لا يستهان به من وحدات الدرك قد تم جلبها الى غرداية في إطار خطة أمنية محكمة لمواجهة الإنزلاق الأمني. وينتظر أن تعود اليوم السبت الحياة الى طبيعتها بالمنطقة، خاصة أن التجار المزابيين في ساحة السوق "أغلاد اغربي" أعلنوا حملة نظافة وإرجاع السلع الى المحلات لفتحها اليوم. من جهة أخرى انتقد سكان غرداية المالكيين، التصريحات التي أدلى بها رشيد نكاز لدى نزوله ضيفا على قناة المغاربية، حيث صرح بأن سبب الفتنة في غرداية هو "اجتماعي والحسد المالكيين ووجود فرق بينهما"، وفهمه المالكيون على أنه بصدد الانحياز إلى الطرف الثاني وهم الميزابيين، وهددوا بطرده من غرداية بعد أن أكد أنه سيزورها مرة ثانية. وأكد سكان غرداية من ميزابيين ومالكيين تحدثت إليهم "البلاد"، أن مثل هذه التصريحات من شأنها تأجيج الوضع مجددا بعد أن عرفت هدوء حذرا منذ ثلاثة أيام. وأوضح السكان أن هذه التصريحات ستُعيد الفوضى في غرداية وستُعمّق الأزمة وفتح الباب أمام التأويلات والمغالطات. وحسب مصادر متطابقة ل "البلاد"، فإن مصالح الدرك الوطني نشرت قوات إضافية في بعض النقاط الحساسة التي عرفت انفلاتا في الأيام الماضية وفوضى وحرق للمحلات، لا سيما على مستوى "الحاج مسعود" بوسط غرداية، وأكدت مصادرنا أن قوات الدرك تنقلت للتغطية الأمنية على مستوى خمس نقاط في وسط مدينة غرداية، حيث تمكنت منذ يومين من إحكام سيطرتها على الحيّ من خلال نشر عناصر الدرك في كل محاور الطرقات والشوارع وأمام المؤسسات. وفي السياق نفسه، خرج عشرات المالكيين نهاية الأسبوع ونظموا وقفة احتجاجية أمام مقر دار الصحافة طاهر جاووت بالعاصمة للتنديد بما آل إليه الوضع في غرداية، محذرين من وجود أطراف تريد أن تخلق "فتنة طائفية" بين سكان غرداية الذين طالما تعايشوا على مدار قرون.