اعتذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لنظيره المغربي صلاح الدين مزوار على إثر تفتيش أمني تعرض له المسؤول المغربي أثناء توقفه بمطار رواسي شارل ديغول في باريس الأربعاء الماضي، وهو قادم من لاهاي الهولندية. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومين نادال أن فابيوس "قدم اعتذار السلطات الفرنسية عن الازعاج" الذي تعرض له مزوار، وطلب من الأجهزة المختصة داخل وزارة الداخلية ومطارات باريس اتخاذ التدابير الضرورية لضمان "الاحترام التام للقواعد والأصول الدبلوماسية المطبقة على وزراء الخارجية كما على رؤساء الدول والحكومات". وذكرت تقارير إعلامية عن مصادر قولها إن مسؤولين بالمطار طلبوا من الوزير المغربي خلع حذائه وسترته وحزامه، كما جرى تفتيش متعلقاته الشخصية وحقيبته على الرغم من إبرازه لصفته الوزارية، وجواز سفره الدبلوماسي. وتأتي الحادثة الجديدة بعد أكثر من شهر تقريبا على نشوب خلاف دبلوماسي كبير بين البلدين على خلفية تقديم شكوى في فرنسا ضد المدير العام لجهاز الاستخبارات المغربي عبد اللطيف الحموشي بتهم تعذيب، إلى جانب تصريحات نسبت إلى سفير فرنسا بالولايات المتحدة فرانسوا دولاتر وصفت بأنها "مسيئة" للمغرب. وبدأ الخلاف عندما أرسلت الشرطة الفرنسية سبعة من عناصرها إلى منزل السفير المغربي بباريس لإبلاغ الحموشي باستدعاء له من قاضي تحقيق فرنسي. وسعت الخارجية الفرنسية إلى تطويق الخلاف حين تحدثت عن "حادث مؤسف"، ووعدت بإلقاء الضوء عليه كاملا. ولم تكد تمضي سوى أيام قليلة، حتى تفجر خلاف جديد بين البلدين بعدما نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية في فبراير/شباط الماضي مقابلة مع الممثل الإسباني خافيير بارديم -الذي أعد وثائقيا عن الصحراء الغربية- أكد فيها أن فرانسوا دولاتر قال له في العام 2011 "إن المغرب يشبه العشيقة"، وأضاف "لسنا بالضرورة مغرمين بها لكننا ملزمون بالدفاع عنها". ونفت الخارجية الفرنسية صحة الكلام المنسوب إلى دولاتر، لكن وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي ندد في بيان بهذه "الكلمات الجارحة والعبارات المهينة".