يعيش سكان الحي القصديري ببلدية الحميز شرق العاصمة حالة كبيرة من السخط والغضب إزاء موقف السلطات المحلية تجاه مشاكلهم التي كانت ولا تزال معلقة إلى حين النظر فيها منذ أكثر من 50 سنة إلى يومنا هذا أمام سياسة السكوت وعدم الاكتراث لوضعيتهم الكارثية خاصة أن أحوالهم المعيشية تتردى من سيئ إلى أسوأ في ظل تواجدهم على ضفاف وادي الحميز الذي يعرف بالجريان المستمر في فصل الشتاء حيث يترصدهم الخطر في كل لحظة عندما يتحول الوادي إلى شلال من المياه القذرة، إضافة إلى انعدام قنوات الصرف لولا استحواذ السكان على أنبوب ضخ تابع لشركة سيال كحل أخير من أجل تغطية حاجاتهم اليومية من شرب وغسيل...إلخ. وأفاد السكان بأن توصيلات الكهرباء ليست موجودة إلا عند الأقلية منهم فقط بسبب المبالغ الباهظة التي تكلفهم عملية إنزال عداد كهرباء من قبل شركة سونلغاز والمقدرة ب 30000 دج، ناهيك عن الفواتير الفصلية التي تكون مضاعفة وهي بمثابة ضريبة يدفعها هؤلاء السكان مقابل أن ساعات من الإنارة والرفاهية. وأمام هذا الوضع المأساوي تنتظر البلدية للسكان، حسب أقوالهم، أن يكونوا ممتنين لها لأنها أعطت البعض منهم بطاقة الإقامة من أجل تمدرس أولادهم مقابل مشاركتهم في الحملات الانتخابية... فيما يقول السكان ألا آمال لهم في الترحيل هذه السنة، غير أن آمالهم لا تزال قائمة في أن يسكنوا يوما ما منازل عادية شرعية ومرخصة. وفي حالة عدم تلبية ذلك، يهدد السكان بقطع الطريق الوطني باتجاه الرويبة أو الطريق السريع شرق وذلك ما جرى فعلا السنة الماضية ولمدة سويعات معدودة فقط بسبب تدخل مصالح الأمن، ولكنهم مازالوا يتوعدون بذلك إذا لم تجد لهم السلطات المحلية حلا لإخراجهم من التهميش ولكن بطريقة أكثر جرأة من سابقتها.