اهتز أمس القصر الملكي المغربي على وقع فضيحة مدوية فجرها مولاي هشام العلوي بن عم شقيق محمد السادس ملك المغرب، في حوار مطول مع يومية لوموند الفرنسية بمناسبة صدور كتابه المعنون "يوميات أمير مبعد" في التاسع من هذا الشهر. وهو الكتاب الذي جاء أقرب ما يكون من البيان السياسي الداعي إلى تكريس الديمقراطية وإسقاط النظام الملكي في المغرب والدعوة إلى ملكية دستورية حقيقية، معتبرا أن المغرب مملكة بدستور وليس ملكية دستورية كما تقتضي النظم الدستورية المعروفة في العالم. وقد كشف أنه يريد مشاركة الشعب المغربي في الإصلاح السياسي دون أن يفوته الجزم بقدانه الأمل في إمكانية انطلاق الإصلاح من القصر الملكي بالمغرب، وأنه غادر القصر الملكي ليقيم في فرنسا وقرر عدم العودة إلى حين تأكده من فرصة التغيير. وعرّج صاحب الكتاب الذي أحدث ضجة في المغرب وفرنسا حتى قبل صدوره، على أسرار الأسرة الضيقة الملكية وخبايا انتقال التاج من الحسن الثاني إلى محمد السادس معتبرا أن هذا الأخير لم يكن يرغب في الجلوس على العرش بالنظر إلى تنشئته وافتقاره المؤهلات التي تمكنه من الحكم. وأضاف أن الحسن الثاني كان يملك الكثير من الحب لمهنة الملك خلافا لمحمد السادس ما اعتبره مولاي هشام العلوي كافيا ليحكم على فشل الملك في الحكم رغم أن الحسن الثاني يقول صاحب الحوار كان في مأزق وهو يستعد لمغادرة الحكم لعلمه بدنو أجله فاضطر إلى تسليم الشاهد لنجله محمد السادس هذا الأخير يقول الأمير المبعد ورث عن والده إجماعا وانسجاما غير مسبوقين في المملكة المغربية. كما كشف الأمير الأحمر العلاقة التواطئية بين القصر العلوي والمخزن معتبرا أن العلاقة بينهما علاقة وجود وعدم. ودعا الأمير المبعد اختيارا إلى ضرورة الفصل بينهما ودمقرطة وإضفاء الشفافية على هذه العلاقة التاريخية منذ الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني. وقال الأمير إن المخزن والقصر الملكي في ظل آليات تسيير دفة الحكم الحالية والسابقة آيلان للزوال، معتبرا أن سياسة الحكم في المغرب تعيق التقدم الاقتصادي والسياسي وتقتل الإبداع مهما كانت المجالات ومهما تنوعت. وهو جعله ينخرط في مسعى بناء دولة حق وقانون في المغرب ودولة عصرية، يقول في الحوار ليومية لومند التي تشكل الى حد ما الواجهة الدبلوماسية للدولة الفرنسية في مجال الوسائط الإعلامية