يُنتظر أن تصدر أواخر شهر مارس 2014، عن دار غراسيت الفرنسية، مذكرات الأمير المغربي هشام بن عبدالله العلوي، اختار لها عنوان ”مذكرات أمير منبوذ”، يروي فيها سيرته الذاتية منذ حتى الوقت الراهن، والتي تعتبرها أوساط مقرّبة من المخزن زوبعة أخرى، قد تزيد من هوّة الخلافات بين الأمير المغضوب عليه، حيث تحدث عن آرائه الجريئة في الدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير في المملكة، وبين المخزن والتي بدأت أيام حكم الحسن الثاني حين رفض الأمير هشام الانصياع لأوامر عمّه بمواصلة دراسته في المملكة وهو ما كلّفه الحرمان من مصاريف الدراسة خارجها، فاضطر إلى بيع أحد خيوله الأصيلة والعمل كنادل في أحد الفنادق الأمريكية. بحسب موقع ”ألف بوست ميديا”، الذي يخصّص غالبا مساحات لأخبار عن حياة وجديد ”الأمير الأحمر”، فإن فكرة الكتاب راودت الأمير العلوي، عندما خضع لجراحة دقيقة على القلب، فقرّر بعدها سرد الأحداث كما عاشها. وأفاد الموقع أن المؤلَف يتجاوز 370 صفحة ويتضمّن مراحل تاريخية وحسّاسة من تاريخ المملكة، منذ السبعينيات وإلى يومنا هذا، أي الفترة التي عاشها رفقة والده الأمير مولاي عبد الله ثم مع الملك الراحل الحسن الثاني ولاحقا مع ابن عمّه، الملك محمد السادس، كما يتضمّن الكتاب معالجة جريئة لمستقبل المملكة، وعلاقة المؤسسة الملكية بالمؤسسة العسكرية وبالأحزاب السياسية وباقي الحركات الجمعوية وكواليس المخزن والأشخاص الفاعلة فيه، لا سيما شخص ادريس البصري، ويركز على التحول الذي شهدته المملكة بظهور حركة 20 فبراير. ومثلما يدل عليه العنوان، ستتطرّق ”مذكرات أمير منبوذ”، إلى خلافات الأمير هشام مع العائلة المالكة والمخزن ككل وإلى التهميش والإبعاد الذي يشبه النفي، الذي سُلّط عليه بسبب مواقفه الجريئة، حيث كان محلّ انتقادات لاذعة من لدن الصحافة المغربية وصفته بصاحب نزعات جمهورية ممزوجة بالإسلامية ووجهت له تهمة المساس بالثوابت (قداسة العائلة الملكية)، ومحاولة منه للاستيلاء على العرش، والخيانة والتعامل مع جهات خارجية لزعزعة استقرار المملكة. يذكر أن خرجات الأمير هشام الإعلامية ومواقفه الاصلاحية، كانت محلّ استهجان المخزن، على غرار مقاله في صحيفة ”الباييس” الاسبانية، الذي ندّد فيه بفضيحة العفو الملكي، عن الاسباني دانييل كالفان الذي اغتصب 11 طفلا مغربيا، والتي قال بخصوصها بأنّها دليل على أن المغاربة سجناء بنيات تجاوزها الزمن وهي حلقة ضمن حلقات تمس شرفهم باسم المصلحة العليا، وموقفه من اعتقال علي أنوزلا الذي اعتبره انتهاكا جديدا لحرية الصحافة في المغرب وكذلك مقاله الصحفي بمناسبة الذكرى العاشرة لتولي الملك محمد السادس العرش، الذي وصف فيه الراحل الحسن الثاني، بالمتسلّط الجبّار والدكتاتوري وأنه كان مولعا بالسلطة إلى حدّ الجنون، ووصف فيه محمد السادس بمتسلّط جبار في صورة الحاكم المرن. وكانت الطامّة الكبرى حين قدّمت منظمة ”هيومان رايت واتش” في الرباط تقريرا صادما عن التعذيب في المملكة بحضور الأمير هشام وتعرض التقرير لخروقات فظيعة في دهاليز مخافر الشرطة والاستخبارات، كما عرضت المنظمة شريط فيديو صادم لمعتقلين عانوا ويلات التعذيب في مراكز البوليس المغربي، حيث أدلوا بشهادات، قدّموا خلالها وصفا دقيقا لطرق التعذيب التي تعرضوا لها وعن تواطؤ جهاز القضاء المغربي برفضه الاستجابة لمطالبهم بفتح تحقيق حول هذه الخروق. وتجدر الإشارة إلى أن المغضوب عليه، ”مولاي هشام العلوي”، أو الأمير الأحمر، كما يسميه البعض، هو نجل الأمير المغربي الراحل عبد الله العلوي، شقيق الراحل الحسن الثاني وابن عم ملك المغرب محمد السادس، وأمه هي الأميرة لمياء الصلح، ابنة الزعيم التاريخي للبنان الرئيس رياض الصلح، وهو أيضا ابن خالة الأمير السعودي الوليد ابن طلال الذي يسانده مساندة كبيرة رفقة الأمير بندر بن سلطان وهو يعيش حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أين أنشأ مؤسسة للإصلاح السياسي في العالم العربي في جامعة ستانفورد.