طالب الأمير مولاي هشام العلوي ابن عم الملك المغربي محمد السادس أحد أكبر المعارضين لحكمه بإدخال إصلاحات ديمقراطية جذرية على نظام الحكم في المملكة المغربية داعما بذلك موقف آلاف المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع مختلف المدن المغربية للتعبير عن تذمّرهم من أوضاعهم المعيشية وسياسة الإغلاق السياسي والإعلامي في المغرب. وقال مولاي هشام الذي يلقب ب''الامير الثائر'' بسبب مواقفه الرافضة لنظام الحكم في بلاده واحد اكبر الداعين إلى إدخال إصلاحات سياسية جوهرية عليه شريطة أن يكون ذلك بطرق سلمية وأن المسيرات الاحتجاجية التي شهدها المغرب أمس توافرت على كل مقومات الدعوة إلى التغيير الضروري في سلطة الحكم المغربي. وجاءت تصريحات ابن عم الملك محمد السادس في سياق المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها العاصمة الرباط ومدينة الدارالبيضاء التي شارك فيها آلاف المغربيين تلبية لنداء حركة شباب أطلقت على نفسها اسم حركة ''20 فيفري'' التي روج لها متصلون عبر موقع التواصل الاجتماعي ''فايس بوك''.ودعا المنتسبون إلى هذه الشبكة الواسعة والتي أصبحت أفضل وسيلة لتجميع المواقف إلى إصلاحات سياسية جوهرية بما فيها تقييد صلاحيات الملك ضمن سقف مطالب لم يسبق أن تمت المطالبة بها في المغرب. وإذا كان مولاي هشام قد أكد على ضرورة بقاء الملكية في المغرب كنظام حكم لا بديل له إلا انه حرص على التأكيد مقابل ذلك أن لا يكون ذلك رمزا لتجميع كل الصلاحيات بين أيدي الملك بما فيها قمع المواطنين المغربيين. وطالب مولاي هشام المقيم في الخارج لأجل ذلك بملكية على شاكلة الملكية في اسبانيا أو المملكة المتحدة التي يبقى فيها الملك مجرد رمز من رموز البلاد دون أن يحكم. وهو المطلب الذي خرج من اجله آلاف المتظاهرين في العاصمة الرباط ومدينة الدارالبيضاء في مسيرتين سلميتين ولكنها تحولت فجأة إلى مواجهات بين قوات الأمن بعد أن حاولت هذه الأخيرة منعهم من مواصلتها. وحمل المتظاهرون خلالها شعار ''الملك يجب أن يبقى ملكا دون ان يحكم'' وشعار ''الشعب يريد دستورا جديدا'' أو شعار ''صلاحيات محدودة للملك''. وقالت مصادر إعلامية مغربية أن المظاهرات كان يمكن أن تكون اكبر لولا خلافات اديولوجية برزت في آخر لحظة بين الداعين إليها بسبب مشاركة أحزاب يسارية وإسلامية فيها في إشارة إلى حركة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة والتي دعت هي الأخرى إلى مسيرة في نفس يوم مسيرة المتواصلين عبر موقع ''فايس بوك''. ولا يستبعد أن يعود المتظاهرون مرة أخرى إلى الساحات العمومية ولكن دون أن يقتصر ذلك على مدينتي الرباطوالدارالبيضاء حيث يتوقع أن تتوسع رقعتها لتشمل مدنا أخرى لا تقل أهمية عن هاتين المدينتين.