برر الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، علي بلحاج، همجية العمليات الإرهابية التي دشنت العشرية السوداء في الجزائر مطلع التسعينيات الماضية بأنها "كانت دفاعا على النفس". وفجرت تصريحات علي بن حاج كالعادة موجة سخط على مواقع التواصل الاجتماعي لتبريره عمل مشين تدينه كل الديانات. وقال بلحاج في حوار نشرته أمس، قناة " فرنس 24 " إن "خيار الصعود إلى الجبل من قبل أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة والانخراط في مرحلة دموية من العمل المسلح كانت خيارا مفروضا وتدخل في خانة الدفاع عن النفس"!! وليست هذه المرة الوحيدة التي يعلن فيها علي بن حاج "تأييده" للعمل الإرهابي، فقد سبق له أن صرح ل«الجزيرة" دقائق قبل إعلان إعدام القائم بالأعمال الجزائري علي بلعروسى ونائبه عز الدين بلقاضى في العراق سنة 2005، أن "إرسال الدبلوماسيين والسفراء في أرض تحت الاحتلال هو إعطاء شرعية للاحتلال وهذا لا يجوز شرعا ولا سياسة ولا عقلا". واعتبر أن الحكم على المحتلين هو الحكم ذاته على ديبلوماسيي الدول الأخرى المقيمين في العراق، الأمر الذي فسر بأنه فتوى بجواز قتل بلعروسي وبلقاضي. وفور التصريح قامت قوات الأمن حينها باعتقال بن حاج وتقديمه الى النائب العسكري لمحاكمته. وفي شق متصل بالرئاسيات، صرح بن حاج للقناة الفرنسية أن "قرار الفيس مقاطعة رئاسيات 17 أفريل سببه أن الانتخابات محسومة سلفا لصالح مرشح النظام"، على حد اتهامه. وانخرط المعني في رواق الداعين لمرحلة انتقالية قائلا "لقد قررنا المقاطعة ولكن لدينا بديل وهو تنظيم مرحلة انتقالية من أهم معالمها وضع دستور توافقي تشترك فيه جميع التيارات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ويلتزم به الجميع سواء كان وطنيا أو إسلاميا أو علمانيا". وفي رده على سؤال حول تأييده لمرشح خلال الاقتراع المقبل، أكد بلحاج "نحن لا نؤيد أي مرشح، الجبهة الإسلامية للإنقاذ أصدرت بيانا وقّعه الشيخ عباسي مدني مؤخرا، وبينت بأن المقاطعة لمجرد المقاطعة أي دون تفعيلها ميدانيا لا تجدي. أما المشاركة فتعطي شرعية واستمرارية للنظام". وكشف بلحاج عن اتصالات قام بها للتموقع خلال الرئاسيات، لكنها باءت بالفشل "اتصلنا بالذين رغبوا في أصوات الجبهة الإسلامية للإنقاذ، واتصلوا بنا أيضا وأبلغناهم أننا لا نريد شراكة فحسب، بل الإسهام في صياغة البرامج وتنشيط الحملات الانتخابية وكذلك إيجاد مخرج من أزمة 1992، لكن لا حياة لمن تنادي!"، ولذا قلنا إن "الجبهة" ليست مجرد أصوات ولا مراقبة الصناديق.