بعد مرور 4 سنوات على حادثة اغتيال الدبلوماسيين الجزائريين من قبل الجماعات الإرهابية في بلاد الرافدين بقيادة أبو مصعب الزرقاوي عاد الملف من جديد إلى الظهور بعدما أكدت الحكومة العراقية أول أمس أنها ستقدم للسلطات الجزائرية قريبا معلومات حول نتائج التحقيق الذي أجري في حادثة اغتيال الدبلوماسيين الجزائريين علي بلعروسي وعزا لدين وعز الدين بلقاضي عام 2005 بالعراق من قبل تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد الرافدين. وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية إن الوزير هوشيار زيباري استقبل السفير الجزائري مصطفى بوطورة الذي يقيم بالأردن وناقش معه ''بعض الأمور المتعلقة بقضايا التحقيق بمقتل الدبلوماسيين الجزائريين ووعد زيباري السفير بتزويدهم بمعلومات حول نتائج التحقيق ''دون أن يذكر البيان نوعية المعلومات التي وصل إليها التحقيق الذي قامت به الحكومة العراقية في قضية اغتيال الدبلوماسيين بلعروسي وبلقاضي. وأوضح بيان الخارجية العراقية أن زيباري كلف السفير الجزائري بإيصال رسالة إلى وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي دون التأكيد إن كان مضمون هذه الرسالة يتعلق بما وصلت إليه التحقيقات في ملف اغتيال الدبلوماسيين. وكان تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد الرافدين قد اختطف الدبلوماسيين الجزائريين أحدهما القائم بأعمال السفير علي بن عروسي والآخر دبلوماسي مساعد له، من أمام مطعم في منطقة المنصور ببغداد شهر جويلية 2005 وقام بإعدامهما بعد أيام قليلة . وخلف الخبر استياء كبيرا ووصفه عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقتئذ، بالفاجعة. وفي رد فعله على قرار قتل مبعوثي الجزائر إلى بغداد، قال الوزير عبد العزيز بلخادم ''هؤلاء الخاطفون يتحدثون عن مشركين. من هم المشركون؟ هل يعقل أن ينطبق هذا الوصف على بلعروسي وبلقاضي؟! ما هذا الخلط في المفاهيم والمصطلحات؟''. وواصل الوزير حديثه معبرا عن شعوره بالصدمة: ''هذا الخبر مشؤوم وقد نزل علينا كالصاعقة''. ويشار أن الجزائر لم تتسلم جثتي الدبلوماسيين إلى اليوم كما أن التحقيقات التي قامت بها السلطات العراقية لم يكشف عن نتائجها بعد في الوقت الذي تطالب عائلتا الضحيتين بمعرفة مصير جثتي الضحيتين، كما أن الحكومة الجزائرية لم تعين إلى غاية اليوم سفيرا في العراق وهي مهمة أوكلت للسفير الجزائري بالأردن.