لم يغفل رئيسا غرفتي البرلمان خلال اختتام أشغال دورة الربيع لسنة ,2010 الرد على نواب الشعب من الذين انتقدوا أداء المؤسسة التشريعية التي عجزت عن مناقشة وإثراء مشاريع القوانين المبرمجة لدورة الربيع، والتي تم انتداب أغلبها منذ الدورة الخريفية السابقة. ودافع رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، عمّا أسماه تواضع أداء الدورة الربيعية للفترة التشريعية السادسة قائلا: ''إن البرلمان عمل في الواقع مع حكومتين وليس مع حكومة واحد''، في إشارة إلى التعديل الحكومي الأخير الذي أقره الرئيس بوتفليقة في 28 ماي الفارط، مضيفا أن ''هذه الظروف والتطورات هي التي بررت في الواقع تأخر وصول مشاريع النصوص القانونية وتواضعها''. وعاد عبد القادر بن صالح ليؤكد أن مشاريع القوانين التي تمت دراستها والمصادقة عليها خلال الدورة الربيعية ورغم تواضعها، تأتي ''لتعزيز منظومة بلادنا القانونية ومجالات جد حساسة''، بعدما أطلق رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفلقية المخطط الخماسي بحقيبة مالية بلغت 286 مليار دولار، والذي يشكل خطوة أولى في مسار التأسيس لجزائر جديدة متعددة الأقطاب الاقتصادية. وللمرة الثانية منذ اختتام الدورة الخريفية السابقة في 2 فيفري المنصرم، كرر رئيس مجلس الأمة أن من ''حق عضو البرلمان طرح السؤال الشفوي ومن واجب الحكومة الرد عليه''، بعد الشكاوى الكثيرة التي مازال يقدمها أعضاء البرلمان بشأن تأخر الوزراء في الرد على أسئلتهم الشفوية والكتابية والتي قد تصل مدتها إلى ثلاث سنوات أحيانا. كما عاتب بن صالح بعض الوزراء في حديثه على الوضعيات الخاصة والحالات الاستثنائية التي تطرأ وتحول دون حضور مسؤول قطاع وزاري معين، قائلا: ''إنه يجب ألا يصبح في نظر البعض أن المجيء إلى البرلمان هو الاستثناء''. من جهته اغتنم رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، الفرصة ليؤكد أن مجلسه ناقش وصادق على نصوص تندرج ضمن أولويات النشاط الحكومي باعتبارها تتعلق بقطاعات لها علاقة مباشرة مع مسار التنمية الوطنية وخدمة الاقتصاد الوطني، وذلك في إطار شفافية منح الاعتمادات ومراقبتها بغية تحقيق توزيع عادل للثروة الوطنية والاستجابة لحاجيات المواطنين في مبادين مختلفة. واستنكر عبد العزيز زياري بشدة ما أسماها بالأصوات الغريبة التي تتعالى لضرب الوحدة الوطنية، حين أشار إلى ''المزايدات السياسوية التي تعمل على تكريس العصبية والجهوية والشقاق بين أبناء الوطن الواحد''، مضيفا ''إننا على يقين أن تلك الأصوات لن تجد من يثق فيها بين الشعب الجزائري''.