أنشأت مجموعة من الوزراء في حكومة سلال الثالثة، صفحات خاصة بهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك"، مباشرة بعد تسلم مهامهم من زملائهم على رأس الوزرات التي عينوا فيها. أول نشاط لحكومة العهدة الرابعة بدأ عبر العالم الافتراضي وبالتحديد موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، حيث بدأ الوزراء الجدد بنشر أول صور لهم في مقر الوزارات التي استلموا مهامها، بالإضافة إلى بعض التصريحات التي نشرتها وسائل الإعلام خاصة العمومية منها. زرهوني على خطى حاج سعيد ومن بين الوزراء الجدد الذين أنشأوا صفحات خاصة بهم، يتعلق الأمر بوزيرة السياحة والصناعة التقليدية والوالية السابقة نورية يمينة زرهوني، التي فضلت نشر صورة للوزير الأول عبد المالك سلال كواجهة للصفحة، كما قامت أيضا بنشر رسالة رئيس الجمهورية بخصوص أحداث 08 ماي 45 التاريخية. وفيما يتعلق بالنشاط الوزاري ارتأت الوزيرة نشر بعض الصور الجميلة عن جبال جرجرة، وجبال الصحراء الجزائرية، وصورة أخرى عن مدينة الجسور المعلقة قسنطينة. ويبدو أن رواد العالم الافتراضي غير مهتمين بعالم السياحة غير المتطور أصلا في بلادنا حيث إن المتابعين لها لم يتجاوز 810 أشخاص لحد كتابة هذه الأسطر. وبهذا تكون الوزيرة زرهوني على خطى الوزير السابق للسياحة محمد أمين حاج سعيد الذي استعان بمواقع التواصل الاجتماعية من فايس بوك وتويتر وحتى اليوتوب للترويج لقطاعه. بن غبريط الأكثر نشاطا ومتابعة وتعد صفحة وزير التربية الوطنية، نورية بن غبريط رمعون، الأكثر متابعة والذي بلغ في ظرف أيام قلائل 3 آلاف و863، كما أن الوزيرة الجديدة خلفا لبابا أحمد على رأس قطاع التربية هي الأكثر نشاطا في العالم الافتراضي، وأول ما قامت به الوزير عبر صفحتها هو نشر توضيح بعد الضجة التي صاحبت تعيينها والتهم التي وجهت لها، مؤكدة أن الحديث عن نورية بن غبريط حفيدة قدور بن غبريط "عاري عن الصحة" وهو "لا يزيد عن كونه تشابها في الألقاب"، وذلك في اليوم الموالي من استلام مهامها، لتباشر بعدها الوزيرة نشاطها الفايسبوكي بتقديم 10 نصائح للمرشحين لاجتياز امتحان البكالوريا، قبل أن تعترف بأن البكالوريا التجريبية عرفت عزوفا كبيرا، وهو ما اعتبرته "خطأ كبيرا"، فيما توقعت الوزير الجديدة أن تكون نسبة النجاح بين 37 و45 بالمائة هذا الموسم، كما حذّرت المترشحين مما يروج له في الأسواق حاليا من جهاز بلوتوث يستعمل في الغش، مؤكدة أن عقوبة هذا الأمر تصل إلى الإقصاء من امتحان البكالوريا لمدة 10 سنوات. شرابي تحول صفحتها إلى أجندة! حولت خليفة خليدة تومي بوزارة الثقافة، نادية شرابي لعبيدي، صفحتها التي أنشأتها حديثا عبر الفايس بوك إلى ما يشبه أجندة لكل النشاطات الثقافية المنتظرة عبر كامل التراب الوطني، من تأسيس جمعية ثقافية وطنية بمستغانم، إلى معرض حول أسوار وأبواب مدينة البليدة، مرورا بندوة فكرية حول "الحايك والجلابة" بمدينة تلمسان. بوضياف ومعرض الصحافة يصر وزير الصحة، عبد المالك بوضياف، على مواصلة سياسة التحفظ على التواصل مع الصحافة والصحفيين، غير أنه حول صفحته عبر الفايس بوك التي أنشأها في سبتمبر 2013 إلى ما يشبه "معرض الصحافة" بالنظر لاكتفائه بنشر ما ورد في الصحافة والإعلام الوطني العمومي منه والخاص بخصوص قطاعه. حيث لا يجد المتتبع لصفحته أي معلومة جديدة وهو النهج الذي تعود عليه الإعلاميون في تعاملهم مع الوزير بوضياف منذ اعتلائه منصب الصحة، وهو ما جعل عدد المتتبعين له لا يتعدى 1165 شخصا فقط. بابا عمي خارج مجال التغطية الوزير المنتدب لدى وزير المالية مكلف بالميزانية والاستشراف، حاجي بابا عمي، رغم إنشائه صفحة فايسبوكية، إلا أنه خارج مجال التغطية، حيث اكتفى بنشر تقرير للتلفزيون العمومي عن تعيين حكومة جديدة. وهي الصفحة التي لم يتجاوز عدد متتبعيها 765 شخصا، ما يعني أن الخطوة التي لجأ إليها أغلب الوزراء لم تكن بمحض إرادتهم بقدر ما يوحي بأنها كانت رغبة من الوزير الأول والسلطات العليا للبلاد. الوزيرة طاغابو وحلي الطوارق مباشرة بعد فتحها لصفحة في الفايس بوك، تلقت أصغر وزيرة في حكومة سلال، عائشة طاغابو، العديد من التهاني والتبريكات بمناسبة استوزارها وتوليها حقيبة وزيرة منتدبة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية مكلفة بالصناعة التقليدية، حيث اختارت الوزيرة صورة للحي التقليدي للسكان الطوارق، كما قامت بنشر رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة الأحداث التاريخية ل08 ماي 45، بالإضافة إلى صورة الوزير الأول عبد المالك سلال. وقد بلغ عدد وزار الصفحة 985 شخصا في وقت قياسي. بوجمعة وتبون ينشران صورهما! انتشرت في الآونة الأخيرة صفحتان لكل من الوزيرة دليلة بوجمعة، والوزير عبد المجيد تبون، غير أن المتصفح لهما يلاحظ أنها لا تتعدى أن تكون للاستهزاء، مكتفيين بنشر صورهما فقط دون أي شيء آخر. والملاحظ أن الوزراء الذين أنشأوا صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي من الوزراء الشباب، ومن الطبقة المثقفة التي تعلم أن مثل هذه المواقع أصبحت أكثر فاعلية لدى أوساط اجتماعية هامة وكبيرة، بالنظر إلى سرعة المعلومة وإمكانية انتشارها على نقاط واسع. في حين أن وزراء لم يتمكنوا من فتح مثل هذه الصفحات لكون البعض منهم لا يتقن حتى استعمال جهاز إعلام آلي فما بالك بمثل هذه الصفحات التفاعلية. والسؤال الذي يطرحه بعض المتتبعين، هل جاءت هذه الخطوة بعد صعوبة النزول إلى الميدان وسهولة التواصل مع فئة من الشعب عبر العالم الافتراضي، أم أنهم سيتوجهون إلى الميدان ويتحدون الواقع؟!