أكد رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، أن حزبه "من حيث المبدأ" سيشارك في المشاورات السياسية التي ستجرى مطلع شهر جوان القادم برئاسة الجمهورية تحت قيادة مدير الديوان أحمد أويحيى، حيث ستقدم مجموعة من المقترحات والتعديلات المتعلقة بأسمى وثيقة. فيما انتقد المتحدث المعارضة المشتتة، فاتحا النار على أحزاب المعارضة، في إشارة واضحة إلى تنسيقية الانتقال الديمقراطي، دون أن يذكرها بالاسم، وحملهم المسؤولية فيما يتعلق بتشتت المعارضة. وقال مناصرة إن أحزاب المعارضة يمارسون "بعض" ممارسات السلطة، في إشارة إلى الإقصاء، قائلا "لو كانوا جادين لاتفقوا على محتوى الدستور" بهدف الضغط على السلطة "وتعريتها"، والتوافق حول "قواسم مشتركة" تضغط من خلالها على السلطة، مضيفا "هناك معارضة تتكبر على معارضة". ورحب وزير الصناعة الأسبق، خلال يوم دراسي نظمه الحزب أمس حول "مقترحات الدستور التوافقي" بالمشاورات التي أطلقتها رئاسة الجمهورية بخصوص الوثيقة الأسمى في الدولة، وأوضح وزير الصناعة الأسبق، في يوم دراسي نظمه حول "مقترحات الدستور التوافقي"، أن مسودة الدستور التي جاءت من رئاسة الجمهورية تحمل العديد من النقاط الإيجابية والتعديلات الإصلاحية، أبرزها إعطاء الحقوق للمعارضة خاصة داخل المجلس الشعبي الوطني من خلال برمجة جلسة لمساءلة الحكومة والوزير الأول، وتقوية الصلاحيات الرقابية للغرفة السفلى، وتوسيع حق إخطار المجلس الدستوري إلى 70 نائبا، إلا أن المتحدث اعتبر أن الوثيقة حملت أزيد من 20 مادة "شكلية" لا تقدم ولا تأخر، بالإضافة لمواد جاءت نتيجة "إملاءات" أو رغبة في التكيف مع القوانين والاتفاقيات الدولية، أبرزها المادة التي تحدثت عن "المناصفة" بين الرجل والمرأة التي اعتبرها "غريبة" مطالبا بتكريس مبدأ "المساواة". وأعرب مناصرة عن أمله في أن تكون المشاورات جادة وحقيقية ويشارك فيها الجميع ولا يقصى منها أحد، على أن تكون "من دون وصاية"، مؤكدا أن الحزب سيبلور كل مقترحاته ولن تنحصر في المسودة، كما سيركز على ضرورة الفصل بين السلطات وتحديد طبيعة النظام السياسي الذي لم يشر إليه ?حسبه- في الوثيقة التي تسلموها، بالإضافة لمقترح هيئة وطنية للإشراف على الانتخابات، ودسترة المعارضة وحقوقها. فيما أبدى المتحدث تخوفه من تضييع هذه الفرصة، باعتبار أن السلطة "ليس لها ماض يشفع لها بالجدية"، غير أنه رفض الحكم على "المستقبل بالنظر إلى الماضي"، كما أكد أن مشاركته "لا تعني تزكية السلطة وتقديم صك على بياض".