قالت لجنة الانتخابات الرئاسية بمصر إنها رفضت الطعن الذي تقدم به المرشح الرئاسي حمدين صباحي على ما قال إنها انتهاكات شابت العملية الانتخابية، وذلك في وقت بدأت التهاني تصل فيه لعبد الفتاح السيسي بعد الإعلان عن تقدمه الكاسح في الانتخابات. وجاء في بيان للجنة الانتخابات "أعلن المستشار الدكتور عبد العزيز سالمان أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية أن اللجنة انتهت من فحص الطعن وقررت اللجنة قبول الطعن شكلا ورفضه موضوعا". وكان المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية حمدين صباحي قدم طعنا الجمعة، وتحدث عن "انتهاك قواعد الانتخابات"، واعترض صباحي على "وجود دعاية انتخابية داخل اللجان من جانب مؤيدين للمرشح المنافس وخارجها على نحو مخالف تماما للصمت الانتخابي المقرر بالقانون وقرارات اللجنة التنظيمية، إضافة إلى مخالفات أخرى". وطالب اللجنة باستبعاد أعداد المصوتين في اليوم الثالث من الانتخابات. وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات الرئاسية حصول السيسي على أكثر من 23 مليون صوت بنسبة فاقت 96 %، مقابل حصول منافسه حمدين صباحي على نحو 740 ألف صوت بنسبة 3.1 %، وبلغ عدد الأصوات الباطلة أكثر من مليون صوت. وقدرت نسبة المشاركة الإجمالية -وفق النتائج الأولية المعلنة- بنحو 47 %، مما يعني أن أكثر من 25 مليونا أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات. وتوالت ردود الفعل الدولية على التقدم الذي حققه السيسي في الانتخابات، وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل بوزير الدفاع المصري السابق وهنأه "بحرارة على فوزه المقنع". من جانبه، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش أن فوز السيسي يمثل أملا جديدا في مصر، وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن المسار في مصر لن يكون "سالكا أو سهلا، فالتحديات كبيرة والتوقعات ضخمة، ولكن اللحظة التي نراها اليوم تبقى الأكثر أملا منذ ثلاث سنوات". وفي ردود الأفعال الدولية على العملية الانتخابية، علق رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في مصر ماريو ديفد قائلا إنها أديرت وفقا للقانون، ولكن في بيئة انتخابية لم تتفق مع المبادئ الدستورية. وأعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء القيود السياسية التي سبقت الانتخابات الرئاسية في مصر. ومن جانبها، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الانتخابات تأتي وسط حالة من "القمع السياسي"، وأن "استكمال المرحلة الثانية من خارطة الطريق -التي قدمها الجيش عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي- فشل في إعطاء أية دلالات على توطيد الديمقراطية". من ناحية أخرى، شهدت مصر خلال اليومين الماضيين تحركات سياسية كبيرة لإعلان تحالفات حزبية وكيانات كبيرة من أجل خوض الانتخابات البرلمانية وحصد الأغلبية في مجلس النواب القادم وتشكيل ظهير سياسي وشعبي لعبد الفتاح السيسي. وكانت عدة حركات وأحزاب قد اجتمعت، لبحث خطوات تشكيل ائتلاف سياسي يقوده مراد موافي، رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، في المرحلة المقبلة لخوض انتخابات البرلمان.