وزارة الفلاحة تمنح 9 رخص لاستيراد اللحم الهندي، وتؤكد أنه بقري وليس لحم جاموس، وسط ترقب جماهيري ورسمي لطلائع اللحم السوداني ..بينما يشرع وفد يضم ممثلين عن وزارة الفلاحة بزيارة إلى كندا لبحث ''إمكانية استيراد مادة البطاطا والبذور الموجهة للغرس تحسبا لارتفاع الطلب عليها'' .. السفن ترسو تباعا بميناء الجزائر محملة بآلاف الأطنان مما خف وزنه و ثقل من نفايات العالم، من المسمار إلى الطائرات مرورا باللباس والخضر والفواكه والأدوات المدرسية والأواني وصولا إلى الأدوية .. يحدث هذا في الجزائر، مطمورة روما وممولة فرنسا بالقمح، جزائر المتيجة وووادي الخير بمستغانم والحضنة والهضاب ..و''الخير والخمير'' كما يقال عندنا .. ماذا حدث في هذا البلد، حتى نصل إلى هذه الحال؟ وهل بقيت بقية من غيرة ونيف في قلوب الراعي والرعية معا، تحفظ لنا كرامتنا وكرامة هذا الوطن؟. منذ سنوات ترك الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه مقولة بليغة، تحتاج أن تكون شعارا للخماسي القادم في الجزائر: ''ويل لأمة لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تخيط'' .. لكننا تجاوزنا اللباس والأكل، واستوردنا حتى مياه ''فيتال'' المعدنية، تلبية لنزوات استهلاكية تمثل إحدى أعراض الغربة الفكرية. وفي انتظار نتائج مخططات الإنعاش الاقتصادي و برنامج التنمية الفلاحية، سندعو الله: ''برك ما يوكلوناش لحم مصروع وبطاطا نتاع الحلوف''!.