يتساءل الروس عن معنى المبالغ الكبيرة التي تنفق على المنتخب وعن أجور أغلى مدرب في العالم، المدرب الذي كثيراً ما امتدحته الصحافة الروسية، ثم انهالت عليه بالنقد والاتهام بضعف إعداد المنتخب، فلا أمل لروسيا بالانتقال إلى الدور الثاني إلا إذا فازت في مباراتها مع الجزائر. هناك من الروس من يقول "ليس لنا في كرة القدم كما ليس لنا في صناعة السيارات، فلماذا ننفق المال والجهد والوقت والآمال؟ دعونا نتفرغ لصناعة الدبابات"، فيما يدافع شاب متحمس عن المدرب الإيطالي قائلاً:" لماذا يتهمون المدرب، أتمنى لو أتذكر لعبة واحدة جيدة من أي من اللاعبين. لا شيء"، ويرد أحد جلسائه في المقهى: "سنعوض في اللعبة مع الجزائر.. سترى كيف سيلعب المنتخب". المشجعون الروس يطيبون خواطر بعضهم، فيقول بعضهم "بالطبع، يمكن أن تخرج روسيا خاسرة وتغادر المونديال. وما العيب في ذلك، إذا كانت إسبانيا بطلة العالم خرجت من الدور الأول، ومثلها إيطاليا وإنجلترا؟" ويعقب آخر: "ولكن، يمكن لكابيلو أن لا يدخل نادي المهزومين... شرط أن يفوز منتخبنا، الشيء الذي عجز عنه إلى الآن!". ويوافق ثالث: "أملنا في لعبة الجزائر"، فيضحك ساخراً أحد جلساء المقهى من الجالية العربية: "تراهنون على ضعف المنتخب الجزائري كي يفوز منتخبكم. هل رأيتم مستوى لعب الجزائر في مباراته مع كوريا الجنوبية؟!"، قبل أن يعلن هذا المستثمر العربي للمقهى الموسكوفي الذي نصب شاشة كبيرة لنقل مباريات المونديال، أنه لن ينقل مباراة روسيا مع الجزائر خشية الانفعالات وتحطيم محتويات مقهاه. ويتابع المشجعون من وراء دخان نراجيلهم الجدال، فيقول أحدهم: "لاعبو كرة قدم ولكن لا يركضون"، فيردّ آخر: "لا يوجد لاعب في خط الوسط يعرف إلى أين يرسل الكرة، ومن دون لاعب وسط ذكي لا أمل بالفوز"، ويسانده ثالث: "لا تنس أن أليكسي كوزلوف يمكن أن يغيب عن المباراة نتيجة إصابته"..، "منتخبنا، لم يُرنا ما لديه بعد..، سترون كيف سينقضّون على مرمى الجزائر.. لاعبونا مصممون على الفوز". فيقول شريكه في النرجيلة، مضمراً سخرية من أداء المدرب، وربما تلميحاً إلى قلة وطنية المنتخب الذي لا يفوز من أجل عزة روسيا: "ولكن كيف سيتعامل لاعبو كابيلو مع هجمات الجزائريين المرتدة. سيخسر كابيلو إذا تجاهل لياقة اللاعبين الجزائريين وسرعتهم، وإذا استخف بذكائهم..كرة القدم اليوم تحتاج إلى ذكاء". وهنا (تنحنح) أحدهم كي يصغي إليه المتجادلون، ثم قال، ساخراً، وكان تنبأ قبل بدء المونديال، على صفحة إحدى منتديات كرة القدم الالكترونية بتعادل روسيا مع كوريا (1-1) وخسارتها أمام بلجيكا (3-1): "المهم المشاركة وليس الفوز. فلنستعد لمونديال 2018"، وتابع: "لكنني أنتظر أن يفوز منتخبنا على الجزائر بنتيجة (2-1)، إنه قادر على ذلك". وفرح المشجعون لأمنيته، ورأوا أنها سوف تتحقق. صاح أحدهم: "سيزين منتخبنا دور الثمانية"، فيما تساءل أحدهم ببرود، ولم يكن قد شارك في الجدال بعد: "ولماذا يفوز منتخبنا؟"، فرد آخر ضاحكاً: "لأن لدينا غازبروم!"..، "ولكنك نسيت أن الجزائر لديها غاز ونفط أيضاً" عقّبَ أحد العارفين. "أعطوني سبباً واحداً لفوز روسيا على الجزائر" أمّا على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كتب أحدهم تحت اسم (بليكس): "أعطوني سبباً واحداً معقولاً يجعل روسيا تفوز على الجزائر؟؟ لقد تابعت مباريات المنتخبين. الجزائر أحق بالانتقال إلى دور الثمانية. أنا أيضاً أريد فوز منتخبنا، ولكن السيرك الذي قدموه في اللعبتين السابقتين يجعلني لا أتمنى رؤيتهم في الدور القادم". وكتب آخر تحت اسم (بيورن): "الجزائر بمتناول أسناننا، ولكن على لاعبينا أن يهاجموا أكثر ويلعبوا بسرعة أكبر، وأن يجيدوا استغلال الفرص، وأن يجري المدرب تعديلات في تشكيلة اللاعبين". نقلا عن موقع "العربي الجديد"