رئيس جمعية الخبازين ''يعجن'' ناقوس الخطر ويحذر عشية رمضان الكريم من أزمة رغيف على الموائد، والحكومة التي نحرت أغنام أم درمان، لأجل عيون البقر القادم من الهند، مطالبة بعجن صفقة رغيف لإنقاذ صوم مواطنيها من لحم هندي إذا ما استمر الحال على ما هو عليه فسيكون هو صومنا، يعني ''نتحساو الشربة'' باللحم والدجاج و''المرفاز'' الهندي! مبرر الخبازين في فتواهم التي ستهدد المائدة الهندية. لا يمكن إخراجه من دائرة أنه كما للهند جزاروها فإن للجزائر خبازوها، الذين يعرفون متى يعجنون ومتى يتذكرون بأن الكهرباء غالية والضرائب جزافية، وأن ''للرغيف'' ''عجان'' يحميه، يعني، قبل رمضان الكريم، كان الخبز في أحسن حاله وتكهربه، لكن بمجرد أن حل الشهر الكريم، تذكر رئيس ''الخبازين''، حكاية ''الخميرة'' والملح، والحل أمام هذا ''العجن'' غير المؤسس للخبز، أن يتحرك أويحيى لينزل علينا من سماء الهند مائدة بفومها وعدسها ولحمها وخبزها بالإضافة إلى ما استيسر من رقص مباح حتى يصبح عامنا هذا عاماً ''هنديا'' بحتاً.. مهما كان عذر الخبازين في عجنهم لمشاكلهم القديمة الآن، فإن رقصتهم، رقصة هندية بحتة، حالها من حال فتوى الشيخ شمس الدين المتأخرة بسنة ضوئية والذي تذكر بعد رسو لحم نيودلهي بشواطئنا، أن اللحم إياه حرام أكلا و''دهنا''، فأين كانت فتواك يا مولانا قبل أن تتقاضى الهند لحم ''ربها'' على آخر مليم.. وأين كنتم أيها السادة العجانين قبل أن يحل الشهر الكريم..مشكلة هذا البلد أن الجميع يصحو فيه ''متأخرا''، وحينما يفتح عيناه يطالب الآخرين بأن يبدأوا يومهم من حيث استيقظ هو، فما محل الخبازين وما محل فتوى الشيخ شمس الدين من الإعراب ومن الغياب؟