اعتبر المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، أن نجاح مسار الإجماع الوطني مرتبط بقبول كل الأطراف للجلوس على طاولة الحوار دون تعال أو تعصب. وأكّد بوحجة في اتصال مع "البلاد" أن الحوار يعد "السبيل الوحيد" لتحقيق "الإجماع الوطني"، منتقدا بعض أحزاب المعارضة التي قال إنها "تتعصب لموقفها"، موضحا أن "السلطة والدولة تعمل لتحقيق دستور توافقي"، بينما "امتنعت بعض تشكيلات المعارضة عن المشاركة"، متسائلا "كيف نستطيع تقريب المقترحات في ظل هذا "التعصب القائم؟"، وأضاف في هذا السياق مستغربا "حول ماذا سيدور عليه الإجماع في الوقت الذي يمتنعون فيه عن الحوار خاصة في ظل الانسداد الواقع"، معترفا بصعوبة تحقيق مسعى الإجماع في ظرف التباعد القائم بين مختلف الفاعلين في الساحة السياسية، حيث صرّح في هذا الخصوص قائلا "من الصعب تجسيده والطريق بعيدة". بينما لم يستبعد إمكانية الوصول إلى "نقطة الالتقاء"، نظرا لكون الأمر يتعلق ب«المصلحة الوطنية"، مضيفا "لا أعتقد أن هناك سوء تفاهم عندما تكون المصلحة وطنية". واشترط السعيد بوحجة مجموعة من الشروط التي على أساسها قد يتم التوصل إلى أرضية مشتركة بين الجميع، والمتمثلة أساسا في "نزع صفة الاستعلاء من طرف الجميع"، مؤكدا أن "الشروع في تجسيده"، يستلزم "معرفة مواقف كل التشكيلات إضافة إلى إبداء الشجاعة من طرف كل المشاركين"، بحيث تعبر كل تشكيلة سياسية عن "مواقفها بكل صراحة أمام الرأي العام الوطني". ويتم كل ذلك بعيدا عن "الإملاءات التي تأتي من الخارج"، وفي إطار "احترام كل الآراء بتنوعها واختلافها"، وختم قائلا "التوافق خير من اللاتوافق"، لأنه يساهم في "التنمية الشاملة في البلاد وتحقيق استمرار المصالحة والمكاسب" الذي يجسده "المسار الجماعي".