اعتبر المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني أن الإجماع الذي تميزت به دورة المجلس الوطني للحزب التي انعقدت بداية الأسبوع الجاري كان نتيجة عمل جاد وعميق قام به أمين عام الحزب وأمانة الهيئة التنفيذية، يسقط كل حسابات الذين كانوا يراهنون على انقسامات داخل صفوف الجبهة، وأضاف السعيد بوحجة أن ما تحقق سوف يمهد الطريق أمام الحزب العتيد للقيام بتعبئة شاملة استعدادا للرئاسيات المقبلة، ضمن الاستراتيجية التي سوف يتبناها في المستقبل القريب. أوضح عضو أمانة الهيئة التنفيذية والمكلف بالإعلام والاتصال في حزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة في تصريح ل "صوت الأحرار" أن الإجماع الذي تحقق في دورة المجلس الوطني التي انعقدت بداية الأسبوع الجاري، والذي ظهر جليا من خلال محتوى بيان السياسة العامة الذي دعا عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لم يأت من فراغ، بل كان خلاصة لعمل جاد وقوي وجوهري قام به أمين عام الحزب عبد العزيز بلخادم وأعضاء أمانة الهيئة التنفيذية، ويؤكد على جدية عملية التحضير لدورة المجلس الوطني خاصة تحضير مشاريع اللوائح التي عرضت على الهيئة التنفيذية ثم أعضاء المجلس الوطني. وأكد السعيد بوحجة من جهة أخرى أن الإجماع الذي تحقق سوف يعزز المسعى نحو القيام بتعبئة شعبية شاملة، وهذا ضمن الاستراتيجية التي سوف يضعها الحزب في الأيام القليلة المقبلة استعدادا للانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم، فالطريق أصبح معبدا ليحقق عبد العزيز بوتفليقة فوزا كاسحا خلال الاستحقاق الرئاسي، والرهان الأساسي الذي سوف يعمل الأفلان على تحقيقه هو ضمان مشاركة شعبية قوية في الانتخابات الرئاسية لتعزيز مصداقية النتائج الذي سوف تتمخض عنها داخليا وخارجيا. وكشف المكلف بالإعلام والاتصال في الأفلان عن شروع قيادة الحزب عما قريب في إعداد برنامج في مختلف الميادين السياسية والإعلامية تتصل مباشرة بالمواطن عبر المنظمات الجماهيرية وتنظيمات المجتمع المدني لتهيئة المناخ المناسب للقيام بتظاهرات وتجمعات شعبية دعما لبوتفليقة. وحسب الملف الإعلام والاتصال في الأفلان فإن الإجماع الذي حصل خلال اجتماع المجلس الوطني، خاصة فيما يتعلق بدعم ترشح عبد العزيز بوتفليقة للرئاسيات المقبلة هو ردا قويا على كل الادعاءات والتخمينات التي كانت تحاول أن تضلل الرأي العام عبر الأطروحة القائلة بأن الأفلان إنما يعيش صراعات وتطالحنات يستحيل معها أن يتحد الحزب حول مرشح واحد في الانتخابات الرئاسية، وتصور هؤلاء أن الخلافات التي جرى الحديث عنها تمتد أعمق وتخفي صدعا في جسد الحزب خاصة فيما يتصل بالاستحقاقات المقبلة، علما أن هذه التخمينات لم تكن في الغالب بريئة بل تنطلق من استراتيجية معروفة تهدف إلى إظهار الأفلان على أنه اقل شأنا من أن يتموقع في طليعة وصدارة الطبقة السياسية. وقال بوحجة في نفس السياق أن الحوار الذي فتحه الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم مع عدد من المناضلين زاد من تلاحم الصفوف، مضيفا بأن الحوار هو النهج الذي يتبناه الأفلان لتقريب وجهات النظر بين مختلف مكوناته، وهو أسلوب حضاري ديموقراطي دأب عليه الأفلان منذ نشأته، خلافا لبعض الأحزاب التي تدعي الديموقراطية ولا تطبق قيمها المعروفة التي تنبذ الإقصاء، وأكد بوحجة أن ما أشيع بخصوص صراعات داخل الجبهة ينطلق من جهل لحقيقة الحزب الذي تعود على النقاش السياسي وتعود على السماع لرأي الأقلية بعيدا عن ثقافة الإقصاء والاستبداد بالرأي، علما أن الخلافات لم تكن جوهرية وتدخل في باب التعبير الحر عن الأراء التي لا تكون بالضرورة مطابقة لرأي الأغلبية، وقال بوحجة أن الأفلان هو حاليا الحزب الوحيد في الساحة الذي يقبل بالرأي المخالف ويسمح بالنقد الذاتي ويعمم تقاليد الحوار بين مكوناته وبكل القيم النابعة من الممارسة الديموقراطية الصحيحة. ودافع بوحجة بقوة عن التحالف الرئاسي واعتبره صيغة راقية في الممارسة السياسية تعتمدها دول سبقتنا بقرون إلى الديموقراطية، مضيفا بأن التحالف لا يمكن أن يشكل حاجزا أمام الممارسة السياسية أو أداة لغلق المجال السياسي، مستطردا بأن الحديث عن غلق المجال السياسي يستعملها ضعفاء الحجة، وأن الذي أراد أن ينافس بوتفليقة عليه، بدلا من البحث عن شماعة لتعليق فشله، البحث عن شعبية وامتداد حقيقي وسط المواطنين الذين يعود لهم وحدهم قرار الفصل في الانتخابات الرئاسية المقبلة.