ظلت التعليمة الوزارية التي أصدرتها في وقت سابق وزارة عبد المالك بوضياف بخصوص منع ختان الأطفال بالعيادات الخاصة وداخل المرافق الخاصة ومن قبل أطباء عامين أو ممرضين أو حتى بطرق تقليدية مجرد حبر على ورق، فعمليات الختان مازالت تمارس داخل العيادات الخاصة وحتى المنازل والاصطبلات وبأسعار أقل ما يقال عنها إنها خيالية وذلك دون رقابة تذكر من وزارة الصحة والسكان التي أكدت في كذا مرة على أن عمليات الختان لا يمكن أن يمارسها سوى طبيب جراح وبصفة حصرية داخل مرفق صحي عمومي أو خاص. وجاء في بيان الوزارة أن عملية الختان سواء كانت فردية أو في إطار حملة جماعية لابد أن تخضع للتدابير التنظيمية السارية المفعول وبالخصوص التعليمة الوزارية رقم 006 المؤرخة في 05 جوان 2014 المتعلقة بالتكفل بعمليات الختان. وشددت التعليمة على أنّ عملية الختان "لا يمكن أن يمارسها سوى طبيب جراح وبصفة حصرية داخل مرفق صحي عمومي أو خاص يستوفي كل شروط السلامة اللازمة لنجاح هذا العمل الجراحي". وذكرت الوزارة أن هذه الإجراءات الحصرية "تدخل في إطار الحفاظ على سلامة وصحة الأطفال وتمليها ضرورة تفادي تكرار بعض الحوادث المؤلمة التي حولت الفرح إلى قرح على غرار الكارثة التي عرفتها مدينة الخروب بولاية قسنطينة والتي كانت وبالا كبيرا على الأطفال، وكادت أن تقضي على مستقبل العشرات منهم. ولهذا الغرض أصدرت الوزارة الوصية قرارا يقضي بمنع إجراء عمليات الختان خارج المؤسسات الاستشفائية العمومية وشبه العمومية والخاصة، والتي يجب أن تتوفر على كافة شروط السلامة اللازمة لنجاح العملية الجراحية وضمان سيرها الحسن ورغم أن الوزارة ألحت على أن عملية الختان تجرى من طرف طبيب جراح، وإقصاء الأطباء العامين من القيام بها، وفقا لما جاء في نص التعليمة، حيث يترتب على الجراح الممارس لهذه العملية، التأكد من الموانع الطبية المسبقة قبل إجرائها، لتفادي وقوع مضاعفات لا تحمد عقباها، خاصة بالنسبة إلى الأطفال المصابين بداء السكري والهيموفيليا، والتي تستدعي متابعة خاصة قبل الختان، كما ينبغي على الطبيب الجراح مراعاة قواعد وشروط النظافة، والتأكد من استخدام علبة أدوات جراحية، القفازات، وإزار معقم لكل طفل، مشددة على عدم استخدام العتاد الكهربائي كالمشرط والمكواة الحرارية، التي تنجم عنها مضاعفات خطيرة لا يمكن إصلاحها كالالتهابات الموضعية التي تصيب الأطفال بعد الختان، بعد مرور 15 يوما، بالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات الختان مازالت تجرى وعلى نطاق واسع بالعيادات الخاصة وبأسعار خيالية وصلت إلى حدود ال 5000 دج، والغريب أن إحدى العيادات الخاصة بإحدى المدن الشرقية تستقبل يوميا ما لا يقل عن 40 طفلا، كما تصطدم العائلات بمشكل النقص الفادح للأطباء الجراحين إن لم نقل انعدامهم في الكثير من ولايات الوطن، وإذا وُجد فيتحتم على العائلات التي تقطن في المناطق الريفية قطع المئات من الكيلومترات من أجل إتمام سنة من سنن المصطفى، مما أدى بالكثير منهم إلى الاستعانة ببعض من لهم الخبرة في هذا المجال من كبار السن الذين يلجأون في غالب الأحيان إلى انتهاج وسائل بدائية لختان الأطفال وعلى الرغم من المخاطر التي تشكلها هذه العمليات إلا أنه وفي ظل نقص الجراحين، تبقى هي الحل للكثير من العائلات في ختان أبنائهم، خاصة في المناطق النائية التي لا تعير أي اهتمام لتعليمات وزارة الصحة التي تبقى في حاجة إلى متابعة فعلية من قبل مختصين في القطاع.