اتخذت مديرية التجارة لولاية وهران إجراء وقائيا جديدا لتفادي خطر الحمى القلاعية، يتمثل في منع بيع حليب الأبقار الطبيعي في المحلات والأسواق الشعبية، وهي الظاهرة التي عرفت انتشارا كبيرا وسط إقبال المواطنين على هذا النوع من الحليب بسبب رداءة نوعية حليب الأكياس. وحسب ما أفادت به مصادر من مديرية التجارة فإن الأخيرة وبالتنسيق مع مصالح مفتشية البيطرة قررت اتخاذ هذا الإجراء للوقاية أكثر من خطر الحمى القلاعية التي امتدت إلى غرب البلاد بعد تسجيل بؤر إصابة جديدة بكل من الشلف، غليزان ومستغانم حسب ما أفاد به رئيس مصلحة بمديرية المصالح الفلاحية، في حين أكد رئيس الغرفة الفلاحية أنه لم يتم تسجيل أي إصابة بولاية وهران، وذلك بسبب الإجراءات والتدابير الوقائية الصارمة التي تم اتخاذها في الوقت المناسب منذ تسجيل أولى حالات الإصابة بالحمى القلاعية شرق البلاد، حيث عمدت مديرية المصالح الفلاحية بالتتنسيق مع مصالح الأمن إلى منع نقل رؤوس الأبقار أو تجميعها وكذا إغلاق سوق الماشية بالكرمة، كما باشرت المصالح ذاتها حملة تلقيح لرؤوس الأبقار منذ يوم الخميس الماضي حملة تلقيح لحوالي 5 آلاف رأس من الأبقار في مرحلة أولية من بين 12300 رأس تتوفر عليها الولاية، بينها 7 آلاف بقرة حلوب. غير أن اكتشاف إصابات جديدة بولايات مجاورة دفع المصالح المذكورة إلى اتخاذ قرار منع بيع حليب الأبقار الطبيعي، حيث ستشن مصالح مراقبة النوعية وقمع الغش حملة تدخلات على مستوى نقاط البيع بالأسواق الشعبية وكذا المحلات التي يعرض أصحابها حليبا طبيعيا مجهول المصدر بإمكانه أن يضر بصحة المستهلك، كما سيتم إشراك مصالح الدرك الوطني والشرطة لمنع الباعة المتجولين من بيع هذا النوع من الحليب بسبب مصدره المجهول وعدم خضوعه للتحاليل المخبيرية، علما أن نسبة كبيرة من حليب الأبقار المروج غير خاضع للتحاليل المخبرية، وهو ما تأكد من خلال توقف أحد مركبات إنتاج حليب الأبقار ببلدية طافراوي والذي كان وزيرا التجارة والفلاحة قد عايناه خلال زيارتهما للمنطقة في رمضان، حيث توقف المركب عن إنتاج الحليب وتزويد شباب ينشطون في مجال نقل وبيع الحليب من خلال مشاريع "أونساج"، والذين وجدوا أنفسهم مضطرين للتوقف عن ممارسة نشاطهم. يذكر أن مصالح الفلاحة ستتلقى 7 آلاف جرعة لقاح جديدة لمباشرة المرحلة الثانية من التلقيح.