توصلت دراسة أعدتها صحيفة "واشنطن بوست" ونشرتها يوم أمس إلى أن الجزائريين وضمن خريطة شعوب العالم هم من أكثر الشعوب ميلا للعدائية تجاه الأجانب تماما مثل الفرنسيين والمغاربة أيضا. وأشارت الدراسة التي أعدتها مجموعة من الخبراء والصحفيين المتخصصين إلى أن أكثر الشعوب عنصرية هم شعوب الدول النامية حيث تصدرت الهند والأردن ترتيب الدول الأكثر عنصرية تجاه الأجانب. وعلى العكس من ذلك تماما حسب الصحيفة الأكثر تأثيرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية فإن الدول الأكثر تسامحا هي البلدان المتقدمة مثل بريطانيا وأمريكا وكندا وأستراليا. نشير إلى أن الدراسة كانت نتيجة لقاءات مباشرة مع نماذج من السكان الذين أجابوا عن أسئلة محددة حول ما إن كانوا يتقبلون جيرانا من عرق آخر أو ديانة أخرى، كما درست عدد الجاليات المختلفة في كل بلد وطريقة عيشها إن كانت مندمجة أو تعيش في مناطق مغلقة. وتختلف هذه الدراسة في نتائجها عما هو معروف من تنامي مظاهر العنصرية في الدول الأوروبية وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها التي عاشت في الآونة الأخيرة احتجاجات قوية بسبب عمل عنصري أخرج السود إلى الشارع، لكن هذه الدراسة تتطابق في جزء منها عما هو متعارف عليه فيما تعلق بمظاهر التضييق العنصري على الحريات بالنسبة للجالية المسلمة في أوروبا كما هو الشأن في فرنسا وبلجيكا التي تم تصنيفها ضمن البلدان الأكثر عنصرية في العالم حسب نتائج الدراسة التي تم نشرها. وتشير تقارير عدة إلى أن الدول النامية التي لا تعتبر مكان استقرار للأجانب قد تكون الأقل تسامحا لو تحولت إلى نقطة استقطاب للمهاجرين أو الغرباء وأن التجارب القليلة أكدت هذه الفرضية القائمة على معاداة الآخر لأنه أجنبي، أو التوجس منه خيفة نظرا لحالة الارتباك والخوف والقلق التي تسود العالم. ونشير أيضا إلى حالة من العداء المتبادل يعرفها الشارعان الفرنسي والجزائري الأول على خلفية الحرب التحريرية التي طرد بسببها من الجزائر والثاني بسبب الاستعمار الغاشم الذي كبد الجزائريين خسائر فادحة، بالنهب والاستغلال والاستعمار والتقتيل والتدمير، رغم ذلك فإن الفرنسيين مثلا يرفضون الاعتراف بجرائهم التي ارتكبوها في الجزائر والتي خلفت مئات الآلاف من الضحايا. فضلا عن الاستنزاف الذي طال خيرات الجزائر لأزيد من قرن، دون أن يُمكّن ذلك الجزائريين من استرداد ما تكبدوه من خسائر، وهذه حالة مرتبطة بخلفيات تاريخية من الطبيعي أن تخلق عداء بين الطرفين يتحمل الفرنسيون تبعاته ومسؤوليته على الدوام..