تنقلت "البلاد" إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، أين شهدت مصلحة الاستعجالات حالة غير عادية نظرا إلى التوافد الكبير لعائلات المصابين جراء هذا الحادث الأليم، كما شهد المدخل شجارات بين رجال الأمن وبعض أفراد العائلات الذين قصدوا المصلحة للاطمئنان على حالة أقاربهم، في حين تم منعم من الدخول إلى الداخل، فنشبت ملاسنات بينهم. كما هو حال شاب في 18 من عمره الذي قدم من أجل رؤية أمه المصابة التي كانت على متن القطار، أين لم يسمح له رجال الأمن بالدخول وقاموا بدفعه إلى الخارج ورغم الحالة النفسية السيئة التي كان فيها وخوفه الكبير على أمه إلا أنه لم يتمكن من رؤيتها. من جهتها، سيدة كانت أمام مصلحة الاستعجالات أتت للاطمئنان على أخيها الذي يبدو أنه في حالة خطيرة على حد قولها، حيث أبدت استياءها من سوء تعامل سلطات الأمن معهم وتقدير حالتهم النفسية وخوفهم على أقاربهم الذين لا يعرفون إن كانوا على قيد الحياة أم لا ، قائلة "لم يسمحوا لي برؤية أخي في البداية إلى أن انهارت أعصابي وأغمي علي وبالتالي خافوا أن يقع مكروه لي وفي الأخير سمحوا لي برؤيته وهو في حالة لا بأس بها"، وفي الأخير تأسفت لعدم وجود فرقة للتكفل بأهالي المرضى واهتمت فقط بتوفير أطباء نفسانيين للمرضى متناسية أهاليهم. كما أبدى رجل في الأربعين من عمره تخوفه الكبير عن قريبه الذي كان هو الآخر على متن القطار قائلا "لقد جئت للاطمئنان على قريبي إلا أنه لم يسمح لي بالدخول من قبل الأمن ولكنني تمكنت أخيرا من الاطمئنان عليه عبر الهاتف والحمد لله هو على ما يرام"، كما تأسف لعدم وجود لجنة تتكفل بأهالي الجرحى والعمل على طمأنتهم، هذه اللجنة التي من شأنها الحد من حالة الفوضى الموجودة. كما قالت شابة أخرى جاءت للاطمئنان على أختها التي كانت على متن القطار "فور سماعي للخبر أتيت هرولة إلى المستشفى للاطمئنان على أختي التي كانت على متن القطار وتركت كل ما بيدي، ولكن في البداية تم منعنا من الدخول إلى داخل مصلحة الاستعجالات ولكن في الأخير سمح للبعض بالدخول وسط حراسة مشددة". شهود عيان كانوا على متن القطار كما تقربنا من بعض الركاب السالمين من أية إصابة، والذين كانوا هم الآخرين في حالة ذعر وهلع من الحادث الأليم، حيث تسرد لنا شابة في العشرينات من عمرها بصعوبة وهي تذرف الدموع قائلة "كنت على متن القطار أنا وأمي وبالضبط بالعربات الوسطى وكان القطار يمشي على ما يرام إلى أن انحرف عن السكة وبعدها شعرنا بأن هناك شيء ما يحدث ومباشرة اصطدم القطار بشيء ما وقتها لم نفهم ما الذي حصل بالضبط وبدأنا نصرخ وتصاعد صوت الصراخ على متن القطار، وأغمي علي ولا أعلم ما الذي حصل بعدها حتى وجدت نفسي هنا بالمستشفى أنا وأمي والحمد لله بأنه لم يصبنا أي مكروه". ذعر وهلع وسط المرضى داخل مصلحة الاستعجالات وزارت "البلاد" بعض المصابين بمصلحة الاستعجالات، والتقت أحد المصابين الذي وجد نفسه ملقيا خارج القطار بعد الاصطدام، والذي يبدو بأنه تلقى إصابة على مستوى العنق، فالآلام التي كان يشعر بها لم تنسه شكر الله تعالى لأنه لازال على قيد الحياة لأنه بعد الاصطدام الحاد للقطار لم يكن يعلم بأنه سينجو من الموت، وأضاف مصاب آخر بأنه تلقى إصابة على مستوى الظهر لأنه سقط على السكة الحديدية، بعدما انحرف القطار عنها، وبأنه يعاني من آلام وحسب الفحوصات التي أجريت له تبين بأنه تعرض لتشقق بعض فقرات العمود الفقري.