أشادت صحيفة "فينانشل تايمز"البريطانية أمس، بصعود نجم الدبلوماسية الجزائرية في الآونة الأخيرة عبر تبنيها عدة مبادرات لمعالجة تأزم الوضع في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، مؤكدة أن الجزائر أظهرت رغبة وإصرارا متناميا لاستخدام النهج الدبلوماسي، إلى جانب الطائرات الحربية والأسلحة والدبابات، من أجل مكافحة الإرهاب والتصدي للمخاطر المتزايدة التي تهدد حدودها. وسلطت الصحيفة في تقريرها الضوء على المحادثات الأخيرة التي تجرى في الجزائر لإقناع الأطراف المتحاربة في دولة مالي بالتوصل إلى سلام دائم. وقالت الصحيفة إن تفاقم المشاكل السياسية وانتشار الجماعات الإرهابية بجانب التدخلات العسكرية الغربية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل كانت جميعها عوامل ساعدت على تحويل حدود الجزائر، التي كانت تتمتع يوما ما بالهدوء والاستقرار إلى بيئة خصبة للإرهاب، مما شكل تهديدا خطيرا على أمنها القومي. وأشارت "فينانشل تايمز" إلى تحول الخلية الإرهابية التي يطلق عليها اسم "جند الخلافة" إلى صفوف "داعش" ناقلة على لسان إسماعيل معروف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، أن "داعش يتواجد حاليا في الجزائر، فهو متواجد في منطقة لا تبعد أكثر من 30 كيلومترا عن العاصمة". وأضافت الصحيفة "أنه مرت على أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة فترة انعزال عن الشؤون الدولية، إلا أنه لوحظ ومنذ العام الماضي أن قادة الجزائر أصبحوا لاعبين أكثر نشاطا فيما يخص المنطقة المحيطة ببلادهم، عسكريا ودبلوماسيا". وقال المدون المعني بشؤون شمال إفريقيا في واشنطن كال بن خالد في هذا الصدد لصحيفة ذاتها "إن الجزائر تمتلك قوة كبيرة لكنها لم تكن تستخدم نفوذها في الماضي، والآن يتحدث مسؤولوها علانية عن أنفسهم على أنهم مزودو الأمن في المنطقة". وأردفت "فيناشيال تايمز" تقول"إن الهجوم الذي شنه متشددون العام الماضي ضد إحدى منشآت النفط بالقرب من الحدود مع ليبيا -تڤنتورين-كشف إمكانية تعرض الجزائر للفوضى العارمة التي اجتاحت دول شمال إفريقيا والساحل منذ ثروات الربيع العربي عام 2011". وكشفت الصحيفة البريطانية أن الجزائر عززت من انتشار جنودها على طول حدودها الصحراوية، وشنت غارات جوية ضد مواقع المتشددين المشتبه بهم وقامت بدوريات مشتركة مع جارتها تونس لحماية الحدود، كما أرسلت بعض جنودها إلى روسيا للتدريب على طرق مكافحة الإرهاب، فضلا عن أنها أبرمت اتفاقية مع شركة رينميتال الألمانية لبناء مصنع حربي بقيمة 28 مليون يورو.