أجمعت نقابات أسرة التعليم على استنكار غياب المنظومة التربوية عن برامج المترشحين الستة لرئاسيات أفريل القادم. وأعرب المكلف بالإعلام لدى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود، عن سخطه على عدم إدماج المنظومة التربوية في برامج الحملة الانتخابية للمرشحين، باستثناء مرشح واحد فقط باعتباره خريجا جامعيا وذا مستوى ثقافي راقٍ، جعل قطاع الوظيف العمومي والتكوين العالي من أولويات برنامجه الانتخابي. وأرجع عمراوي إهمال المنظومة التربوية من قبل المرشحين إلى المستوى الفكري المحدود وغياب الوعي الثقافي الذي يميز كل مرشح، مما أدى بهم حتميا إلى جعل هذا القطاع آخر اهتماماتهم وتطلعاتهم، معتبرا أن ما قدمه المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة فيما يخص الزيادة في المنح الجامعية هو بمثابة ''ذرّ الرماد في العيون''، موضحا أن أي زيادة لا تمس الأجر القاعدي لا قيمة لها، وبالتالي أضر بحملته أكثر مما نفعها على حد قول المتحدث. وأوضح عمراوي أن المرشحين في جل خطاباتهم، أثناء تجمعاتهم الشعبية، دعوا إلى التصويت بقوة واختيار الشخص المناسب المؤهل لقيادة البلاد. في حين لم ينصب أي اهتمام من هؤلاء على قطاع التربية الذي يمثل، حسبه، شريحة كبيرة وإهمالها يؤدي حتما إلى ضعف المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وطالب المكلف بالإعلام لدى الاتحاد بضرورة الاهتمام بهذه الشريحة باعتبارها أعوان دولة، مرجعا ضعف الدولة إلى ضعف الموظف المهمشة حقوقه فيها، ومطالبا في الوقت نفسه بإعادة مكانة رجل التربية كاجتماعي وإعادة النظر في النظام التعويضي، تضاف إليها جملة من المشاكل والضغوط التي طالما عانى منها القطاع التربوي بصفة عامة والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين على وجه الخصوص. وناشد المتحدث المرشحين ضرورة إعادة النظر في برامجهم، بتسطير برنامج استثنائي يتطرقون من خلاله إلى انشغالات قطاع التربية، والعمل على إصلاح المنظومة التربوية في برامجها ومناهجها، مؤكدا أن نهضة الأمم تتم عن طريق المدرسة باعتبارها القاعدة الأساسية التي تؤطر رجال ونساء المستقبل. من جهته تأسف مسؤول التنظيم على مستوى النقابة الوطنية لعمال التربية، جهيد حيرش، لعدم اهتمام برامج المترشحين الستة للانتخابات الرئاسية بالمنظومة التربوية بالرغم من أن قطاع التربية يضم شريحة هامة من الفئة الناخبة. وأوضح المتحدث، أمس في اتصال هاتفي مع ''البلاد''، أن الخطابات السياسية للمترشحين للانتخابات الرئاسية لم تتطرق إلى المنظومة التربوية، ومنه تجاهل للمشاكل الاجتماعية والمهنية لمستخدمي قطاع التربية من عمال وأساتذة. واقتصرت تدخلات البعض منهم على عموميات من خلال الحديث عن تحسين ظروف استقبال التلاميذ واستلام مرافق جديدة في القطاع، في حين غيّب الأستاذ والعامل في القطاع الذي يعيش ظروفا متدنية من هذه البرامج. وأبدى المتحدث استغرابه من قيام بعض الوزراء، في إشارة منه إلى وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، بمقايضة عمال القطاع بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية مقابل الوقوف إلى جنبهم عند فتح النظام التعويضي بعد الرئاسيات، وهو نوع من المساومة حسب المتحدث كان من المفروض ألا تمارس في بلد يفترض أنه ديمقراطي. كما أشار المتحدث إلى أن أكبر دليل على عدم اكتراث مترشحي الرئاسيات بملف المنظومة التربوية والمشاكل التي تعيشها هذه الأخيرة هو عدم رد المترشحين على النداء الذي وجهته لهم نقابة عمال التربية قبل انطلاق الحملة الانتخابية الذي طالبت فيه المترشحين بتوضيح وجهة نظرهم فيما يخص قطاع التربية.