أخيرا، قررت عدالة فرنسا أن طبختها القضائية ضد الدبلوماسي حسني، بلا توابل ولا مذاق، لتقدم لنا طبقا رمضانيا مفاده انتفاء وجه الدعوى في حق من أهانته مسؤولا محصنا وداسته انسانا بريئا، لتعترف فرنسا بأنها أخطأت وتشكر وزارة ''مدلسي''، حكومة ساركوزي على ذلك العدل، الذي سيفتح صفحة جديدة في العلاقة بين البلدين··هكذا، رحلة عامين من المهانة ومن تجاوز كل الأعراف الدولية والرسمية من طرف الفرنسيين، تنتهي إلى تبادل باقات الورد بين وزارتي خارجيتي البلدين، في قفز تافه على أن ما حدث، أكبر من عقلية المسامح ''كريم''، هم، في فرنسا، حيث عدالة ''الكيدورسي''، مرمغوا بكرامة وحصانة دولة التراب وهنا اكتفوا بمباركة العدالة الفرنسية التي لم يقنعها في الدبلوماسي حسني، لا برءاة حمضه النووي ولا حصانته الرسمية، لتحتفي وزارة خرجيتنا بنصر قضائي، هو أقرب إلى ''الهبة'' منه إلى ''البراءة'' المستحقة التي تم التلاعب بها من طرف أجهزة ساركوزي لغاية في نفس ''تاريخ'' قديم ومراوح قديمة و''ديغولات'' أقدم··النتيجة التي وصل اليها القضاء الفرنسي بتبرئة إطار جزائري سامي من تهمة ''مفتعلة'' في المخابر الفرنسية، لا يمكنها أن تلغي من الواقع، أن ما حدث إساءة أكبر من النسيان والطريقة التي تعاملت بها وزارة الخارجية مع مستجدات إطارها، صفعة أخرى عن فشل دبلوماسي، تعود أن يمضغ كل ما تطهيه المطاعم الفرنسيية والمطلوب الآن ليس مباركة القرار، ولكن متابعة من أهان ''عزة وكرامة'' وطن لمدة عامين من التجاوزات التي لا سند لها، سوى أن فرنسا لم تتعلم الدرس، كما أننا لازلنا حتى الآن تلاميذ أغبياء، نمارس دورنا كاملا في الاحتفاء بالإهانات المتكررة