يبدو أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يستشعر بحجم الأزمة التي تمرّ بها البلاد، مما دفعه إلى الإعلان عن استعداده للحوار مع القوى السياسية المعارضة انطلاقاً من "النقاط المشتركة"، حسب تعبيره. وأكد ولد عبد العزيز في حفل في مدينة شنقيط التاريخية "استعداده التام لحوار سياسي يهدف إلى تحقيق مصلحة البلد"، معتبراً أن الوحدة الوطنية النابعة من الإسلام هي "صمام أمان" المجتمع الموريتاني ضد دعوات الكراهية والتفرقة، ومشدداً على أن انتهاج نظامه للديمقراطية واحترام حقوق الانسان "لم يأتِ خوفاً من المنظمات الحقوقية الغربية". ويأتي إعلان الرئيس عن استعداده للحوار مع المعارضة، بعد يوم واحد من إعلان "منتدى المعارضة" رفضه إجراء انتخابات التجديد الجزئي لثلثي مجلس الشيوخ من دون تشاور مع المعارضة. واتهم المنتدى في بيان له النظام بالهروب إلى الأمام "وبالأحادية" في اتخاذ القرارات. وكان الرئيس الموريتاني أبلغ في وقت سابق، زعيم المعارضة الحسن ولد محمد، عن استعداده للحوار مع منتدى المعارضة، واشتكى له من عدم تجاوب أطراف داخل المعارضة مع دعوات الحوار، بحسب مصدر داخل المعارضة. كما تأتي هذه الدعوة للحوار بعد أن تحدثت مصادر سياسية عن وجود اتصالات ولقاءات بين ولد عبد العزيز وقادة أحزاب "المعاهدة من أجل التغيير"، لضمان مشاركتهم في انتخابات مجلس الشيوخ، في ظل مقاطعة متوقعة من منتدى المعارضة. وتضم "المعاهدة" مجموعة من الأحزاب المعارضة التي سبق لها أن أجرت حواراً سياسياً مع النظام في عام 2011، وتُعرف إعلامياً ب "معارضة الوسط".