يعود الحديث مع اقتراب كل موسم مدرسي، عن الجديد الذي ستتعزز به المنظومة التربوية الوطنية في إطار برنامج الإصلاح الذي يرى المتتبعون للقطاع أنه لا ينتهي وقد يأخذ سنوات أخرى حتى يُعطي ثماره، ويعيد للمدرسة الجزائرية فعاليتها التربوية والحضارية·وتعود أولى خطوات إعادة النظر في برامج المدرسة الجزائرية إلى حوالي 15 سنة عندما كلف علي بن زاغو برئاسة لجنة الإصلاح التي تضمن مشروعها تهميش اللغة العربية ودحرجتها بتقليص حجمها الساعي وإعطاء مكانة أكبر للغة الفرنسية كلغة أولى للتعليم ·غير أن هذه المحاولة باءت بالفشل إلى أن جاء الرئيس بوتفليقة في مرحلة صعبة كان وضع المدرسة الجزائرية قد شُوّه ووجهت إليها أصابع الاتهام أنها وراء العنف والفوضى التي مرّت بها البلاد، مما جعل القائمين على القطاع والساهرين عليه يعطون عناية دقيقة للمشروع الجديد للإصلاح·ومن المنتظر خلال هذا الدخول المدرسي 2010/2011 أيضا، تطبيق جملة من الإجراءات الجديدة دائما في إطار مواصلة سياسة الإصلاح، جاءت تصحيحا للإصلاحات المنتهجة خلال السنتين الأخيرتين على الأقل، أبرزها بداية من هذا الموسم عودة تطبيق نظام اجتياز شهادة التعليم المتوسط بعد ثلاث سنوات من التعليم المتوسط، إضافة إلى إقرار جملة من التغييرات في بعض الكتب المدرسية وإضافة أخرى قصد الرفع من مستوى استيعاب التلاميذ للدروس، إضافة إلى إجراء الانتقال التلقائي لتلاميذ الأولى ابتدائي وإنقاذ بقية الأقسام بالامتحانات الاستدراكية لا سيما إنقاذ تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي الذين سجلوا تحسنا في نتائجهم الدراسية في اللغات الأساسية من فصل إلى آخر خلال السنة الدراسية، كما شددت الوزارة هذه السنة على ضرورة ضمان تمدرس التلاميذ والعمل على الحد من ظاهرة التسرب المدرسي من خلال عدم طرد التلاميذ دون سن 16 في جميع مراحل التعليم مع فتح فرص الإعادة للتلاميذ، خاصة الذين لم يسبق لهم إعادة السنة، بالإضافة إلى تكفل كل مؤسسة بمعالجة قضايا تمدرس التلاميذ بها قصد إيجاد الحلول لها·الجديد الذي شرع في تطبيقه مع نهاية الموسم الدراسي يتعلق بالامتحانات الاستدراكية في الابتدائي، فالتلاميذ الذين تحصلوا على معدل بين 5,4 إلى 4.99 بالنسبة للسنتين الثانية والرابعة ابتدائي تجرى لهم امتحانات استدراكية، وتخص التلاميذ الذين ليس لديهم معدلات في اللغة العربية والفرنسية والرياضيات، والمعدل الذين يتحصلون عليه في الامتحان الاستدراكي يعوض المعدل السنوي للمواد·أما بالنسبة للسنتين الأولى والثانية متوسط فيمكن للإدارة إنقاذ التلاميذ الذين سجلوا تحسنا في نتائجهم الدراسية من فصل لآخر في المواد الأساسية·ويرى المختصون في قطاع التربية أن تغيير نمط التدريس من سنة لأخرى سوف يؤثر حتما على المنظومة التربوية للطفل الجزائري، حيث سيخلق هذا الإصلاح ''المتقطع'' ثغرات وفجوات بين المتمدرسين من سنة إلى أخرى مما يعني تباين مستويات التعليم والمعرفة·