قانونان جديدان لقِطَاعَيْ التربية والصحة    سلطة ضبط السمعي البصري تنبّه قناة الحياة    ربيقة يجدّد عرفان الجزائر    لجنة وطنية لإحصاء المنتوج الجزائري    تسجيل 30 براءة اختراع و40 مشروع بحث وتطوير    إطلاق بطاقة بيبنكية للدفع المؤجّل    يقتلونا بل ونحيا.. لا يموت الشهداء    المغاربة ينتفضون ضدّ التطبيع    شبيبة القبائل تعزز صدارتها والقمة دون فائز    هذا موعد السوبر    تامادرتازة رئيساً لاتحادية الكرة الطائرة    الحماية المدنية تدعو إلى الحذر    المجلس الشعبي الوطني: المصادقة على مشروع القانون المتعلق بحماية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وترقيتهم    يوم دراسي للتحسيس بمخاطر المخدّرات    السيد بلمهدي يشرف على اختتام اللقاء الوطني الثاني للتعليم القرآني عن بعد    نقابات الصحة تثمن وفاء رئيس الجمهورية بتعهداته تجاه ممارسي القطاع    غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا الى 45317 شهيدا و 107713 جريحا    انطلاق دورة تكوينية لفائدة الإعلاميين حول دعم الصحافة الاستقصائية    الاتفاقيات بين سوناطراك والشركات العمومية ستسمح بتقليص الاستيراد وتشجيع الابتكار    الدورة الوطنية المفتوحة للشطرنج : تيبازة تستضيف المنافسة من 26 إلى 28 ديسمبر    وفاة الكاتب والقاص والمترجم بوداود عمير    قسنطينة: افتتاح الطبعة العشرين للمهرجان الوطني لمسرح الطفل الأربعاء المقبل    عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره المصري    فلسطين: مستوطنون صهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك    لبنان:الكيان الصهيوني يواصل عملية تفجير المنازل جنوبي البلاد    مفارز للجيش توقف شرق إن أمناس ستة مهربين    هل الشعر ديوان العرب..؟!    العملة الصعبة في السوق السوداء تشهد انهيارا    الشعب المغربي يفقد الثقة في مؤسسات الدولة المخزنية    سبر الآراء وأج "براهيم دحماني"/ أحسن رياضي لفة الآمال-2024: "هذه الجائزة تمثل حافزا كبيرا لي كشاب واعد"    رغبة في تعزيز الشراكة على جميع الأصعدة    وحدة جديدة لإنتاج مليون لتر حليب يوميا قبل رمضان    رسالة تحذير من الخارجية الليبية لنظيرتها المغربية    أقطاب لإنتاج اللوازم المدرسية لبلوغ الاكتفاء الذاتي    عمورة: سعيد مع فولفسبورغ وأتطلع لتقديم الأفضل    بن ناصر يشرع في التدريبات الجماعية مع ميلان    الفساد يصل إلى مستويات خطيرة ويهدد استقرار البلاد    دراسة وضعية مواقع الرسو والصيد بسيدي سالم وعين بربر    "الفاف" توقف الحكم بوكواسة وتفتح تحقيقا    محمود الأطرش.. مناضل من طينة الكبار    توقيف سارقي وحدتي تكييف هوائي    حجز 319 قرص مهلوس    دورات تكوينية في الإسعافات الأولية لفائدة ذوي الهمم    تلمسان عاصمة موسيقى الحوزي    مرآة جيل ممزَّق بين الأحلام والواقع    "صرخة الأسود".. تحية لأصدقاء الثورة الجزائرية    ظاهرة الغش والاحتيال تنتشر بين التجّار    قوافل طبية تضامنية نحو المناطق النائية بولايات جنوب البلاد    77 ألف جرعة لتدارك تلقيح التلاميذ    مجلس الوزراء: المصادقة على القانون الأساسي لقطاع الصحة لفائدة السلك الطبي وشبه الطبي    القطب التكنولوجي العلمي بسيدي عبد الله : دورة تكوينية لفائدة مسؤولي الأرشيف في الجامعات    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام    دعاء : أدعية للهداية من القرآن والسنة    ثلوج مرتقبة على مرتفعات وسط وشرق البلاد بداية من يوم الاثنين    تدفق كبير على الوكالات لحجز رحلات العمرة    روائع قصص الصحابة في حسن الخاتمة    إعداد ورقة طريق للتعاون والشراكة بين قطاعي الإنتاج الصيدلاني والتعليم العالي والبحث العلمي    فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



BBC: الجزائر تشيّد أطول مئذنة مسجد في العالم

نشر موقع قناة "بي بي سي عربي" روبروتاجا مطولا حول جماع الجزائر الأعظم الجاري تشييده، معتبرا أن الجزائر بصدد انجاز أطول مئذنة مسجد في العالم.
وجاء نص الروبورتاج كالتالي:
تشيد الجزائر مسجدا ضخما لمنافسة أعظم المساجد في العالم، على الساحل الشمالي للبلاد، لكن ما هو الدافع وراء مثل هذا المشروع الطموح؟
في منتصف الطريق على طول منحنى لطيف من خليج الجزائر العاصمة، يرتفع مجمع مباني مترامي الأطراف ببطء من الأرض.
وفي النهاية سيظهر "مسجد الجزائر الأعظم"، والذي سيضم أطول منارة (مئذنة) مسجد في العالم يبلغ ارتفاعها 265 مترا، وسيضم أيضا مدرسة لتعليم القرآن ومكتبة ومتحف ومدرجات وحدائق بها أشجار فاكهة.
ويمكن للمصلين الوصول للمسجد بعدة طرق، سواء بالسيارات أو الترام أو حتى بالقوارب لقربه من البحر، ويتسع المسجد لحوالي 120 ألف مصل، وسيتصل بمرسى على ساحل البحر المتوسط من خلال ممرين.
وسيكون المسجد الجزائري ثالث أكبر مسجد في العالم، من حيث المساحة، لكنه سيكون الأكبر في أفريقيا.
مشروع تشييد المسجد تأخر عام كامل عن موعده ومن المتوقع الانتهاء منه العام القادم 2016
وقالت وردا يوسف خوجة، مسؤول بوزارة الاسكان والتخطيط الحضري الجزائرية أثناء زيارة للموقع :"إنه أحد مشروعات القرن في الجزائر."
وأكدت أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يريد لهذا المسجد أن يكون "نصبا تذكاريا للإسلام وشهداء ثورة الجزائر"-معركة الاستقلال عن فرنسا.
لكنه أيضا سيكون علامة للمستقبل. وأضافت :"هذا النصب سيكون بمثابة إشارة بارزة للثورة الحالية، ثورة التنمية في الجزائر."
ومثل جميع المشروعات الكبرى التي تمولها الثروة النفطية في الجزائر، يعتمد بناء المسجد على الخبراء والعمالة الأجنبية، كما شارك مهندسو عمارة ألمان في تصميمه، وتولت شركة "كونستركشن انجرينج كوربوراشن" الصينية أعمال البناء، واستخدمت مئات العمال الذين يعيشون في مساكن جاهزة بموقع العمل.
ومثل كل المشروعات كان هناك تأخير في الانتهاء منه. وتولت مؤخرا وزارة الإسكان والتخطيط الحضري مسؤولية المشروع، بدلا من وزارة الشؤون الدينية، وقالت خوجة :"إن شاء الله سوف ينتهي العمل بالمشروع بنهاية 2016"، وهو ما يعني تأخير عام كامل عن الموعد المحدد لإنجاز المشروع.
وأظهر حجم المسجد وموقعه وتكلفته التي تقدر بحوالي من 1 إلى 1.5 مليار دولار، أنه يمثل أولوية كبيرة للحكومة الجزائرية.
ومن أبرز أسباب دعم الرئيس بوتفليقة هذا المشروع بقوة، أنه سيخلد ذكري فترة رئاسته.
وهناك سبب آخر يتمثل في تنافس الجزائر مع جارتها المغرب.
فالمسجد الجزائري الجديد سيتفوق على مسجد الحسن الثاني في مدينة كازابلانكا المغربية، سواء في مساحته الكلية وطول المنارة.
لكن الدافع الأكبر قد يكمن في محاولة الحكومة تشكيل الهوية الدينية الوطنية وتسخير الإسلام، من خلال تأكيد سيطرتها على المساجد والدعاة الذين يعملون بها.
وهذ الجهد الذي بدأ منذ حصول الجزائر على الاستقلال عام 1962، ثم دخول البلاد في مرحلة الصراع مع القوى المدنية والمتمردين الإسلاميين خلال فترة التسعينات، والذي وقع عندما فقدت الدولة السيطرة على بعض المساجد لصالح أئمة يعارضون النظام.
ويقول كامل شاشوا، خبير الشؤون الدينية في معهد أبحاث ودراسات العالم العربي والإسلامي في مارسيليا، بفرنسا، "في هذا السياق فإن الجزائر تشيد مسجدا ضخما وحديثا، وهو الأمر الذي كان ينقصها حتى الأن."
وقرار تشييد المسجد وسيلة لسحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين. إنها فكرة إقامة إسلام وطني بعد أن أعطت فترة إرهاب التسعينيات صورة مشوشة للإسلام، وجعلهالإسلام أقرب إلى الدولة ومكافحة الأصولية.
وأضاف :"إنه (المسجد الجديد) سيكون وسيلة لاخفاء ودمج المساجد الصغيرة، إنه وسيلة لقول (نحن نحب الإسلام، لكن النسخة الحديثة من الإسلام)."
وتابع :"يمكنك بناء ألف مسجد صغير لكنها لن تكون ظاهرة، ولن تظهر أن الدولة تقوم بتعزيز هيمنتها على الإسلام، وأنها فخورة بالإسلام."
وتظهر فكرة تشجيع نسخة وطنية وحديثة من الإسلام، بدون الأيدلوجيات المتشددة المستوردة من الخليج ومناطق أخرى، في جهود الحكومة لتعزيز الزوايا الصوفية والتعاون معها.
ويعكس أسلوب بناء وعمارة المساجد في شمال أفريقيا هذه الفكرة أيضا، حيث المسجد ذات المنارة الواحدة.
وستعلو المنارة فوق منطقة المحمدية وممرات الماضي الاستعماري للجزائر. وخلف المسجد مباشرة يوجد مبنى كبير كان يستخدم كمقر لبعثة المبشرين من فرنسا، والذين عرفوا باسم "الآباء البيض"، وفي نهاية الطريق يوجد موقع مصنع قديم لانتاج الخمور.
وصمم المسجد ليكون رمزا لهوية الجزائر الحديثة، لكن هذه الهوية مازالت قيد النزاع.
وبعض الانتقادات ترى المسجد رمزا لتسوية ما بعد الصراع مع الاسلام السياسي، أكثر من كونه أداة لمحاربة التطرف.
وترى عضو حركة بركات المعارضة أميرة بوراوي أن الأولية الأن أن نقول "انظروا كيف أننا بلد مسلم"، وتقول :" إنها طريقة أخرى لتملق الإسلاميين والإبقاء عليهم هادئين."
وتعرضت بوراوي لتهديدات مؤخرا، بعد أن تساءلت على موقع فيسبوك عن إمكانية خفض أصوات مكبرات الصوت بالمسجد.
ويرى المزيد من العلمانيين الجزائريين هذا على أنه جزء من عدة أمثلة على زحف الأسلمة والتعصب الديني.
ومن بين الحالات التي ظهرت مؤخرا دعوة ناشط سلفي بإعدام الكاتب كامل داوود، والاحتجاج ضد تصوير ثوار جزائريين يشربون الخمر في فيلم فرنسي.
ويقول ناصر جابي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الجزائر :"في مستوى اجتماعي لا أعتقد أن الجزائرين أصبحوا متدينيين جدا."
وأضاف :"لقد أصبحوا محافظين جدا، مع أنهم يستخدمون مستحضرات التجميل والتدين المجتمعي، ويمكن رؤية هذا في الشوارع، حيث ترتدي الكثير من الفتيات غطاء الرأس، لكن هذا لم يمنعهن من اتخاذ صديق وشرب البيرة."
ويرى أنه فوق كل هذا فإن الكثير من رجال الأعمال الجزائريين يذهبون إلى مكة للحج ويصلون خمس مرات، لكن هذا لم يؤثر في سلوكهم كمواطنين وكمسلمين.
لكن سكان منطقة المحمدية، حيث يشيد المسجد، لا يبدو أنهم مبهورون بالمسجد الضخم، ويرون أنه كان يمكن إنفاق الأموال في مكان آخر.
وقال الطالب راسيم، 22 عاما :"نحتاج لان نبدأ بالتعليم والصحة، وبعد ذلك يمكننا التفكير في تمجيد الدين."
وأضاف :"من وجهة النظر الإسلامية فإن مكان العبادة لا يهم كثيرا، بقدر الإيمان الموجود في القلب."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.