استغربت الفنانة وهيبة مهدي من المعايير التي ستعتمدها اللجنة التي نصبتها وزارة الثقافة في منح البطاقات المهنية للفنانين من خلال تقييم تواجد الفنان بالميدان. وقالت إن هذا المعيار يعد "جريمة بحق الكثير من الفنانين ممن عملوا بجهد لكنهم لم يتمكنوا من الظهور بالقدر الكافي الذي يستحقونه". وأوضحت مهدي في حديث ل"البلاد" أنه "في بلدنا لا توجد معايير التي نستطيع بها قياس وتحديد قيمة الفنان الجزائري، لأنهم لم يوفروا لنا لا الوسائل ولا حتى الإمكانيات اللازمة لذلك". ورغم ذلك، تبدي وهيبة مهدي استحسانها لهذه المبادرة من قبل وزارة الثقافة والتي انتظرها الفنانون طويلا، وتؤكد أنها ستكون في مستوى توقعات الفنان الذي كان يفتقد لأدنى حقوقه. وقبل هذا سلمت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي ليلة أمس، بالجزائر العاصمة، أولى البطاقات المهنية للفنان لحوالي 30 فنانا خلال حفل رمزي حضره عدد كبير من الفنانين والمؤلفين قدموا من مختلف أنحاء البلاد، من بينهم نادية طالبي ومحمد العماري ومحمد حلمي وأحمد بن عيسى وفتيحة نسرين وعبد الله المناعي وأحمد بوزيان وكمال حمادي ومحمد محبوب. وقالت الوزيرة قبيل الحفل إن هذا اللقاء الذي يأتي بعد عام تقريبا على المصادقة على المرسوم التنفيذي المتعلق بالحماية والخدمات الاجتماعية للفنان والمؤلف؛ هو "فرصة للتأكيد على موقف الحكومة فيما يخص حماية الفنانين باعتبارهم عمالا مستقلين بدون أجرة.. فهو مرحلة أولى في قانون الفنان"، مضيفة أن قانون الفنان هو بمثابة "سلسلة من القرارات تتعدى البطاقة إلى ورشات أخرى سنعمل عليها مستقبلا في إطار التشاور مع الفنانين على غرار عقود العمل التي ستسمح للفنان بالاشتراك في الضمان الاجتماعي ومنحة التقاعد الاجتماعي للفنانين الذين تجاوزوا سن التقاعد، بالإضافة لتأسيس صندوق تضامني يرافق هؤلاء العمال المستقلين لما يكونون في حاجة". وشرع اليوم في التوزيع الرسمي لبطاقات الفنان على المستوى الوطني انطلاقا من تيزي وزو ثم بجاية فقسنطينة فعنابة، ليشمل لاحقا كل الولايات حيث ستستمر هذه العملية التي ستشمل 1000 بطاقة إلى غاية نهاية مارس المقبل. وأوضح رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب عبد القادر بن دعماش أن هذه العملية ستسمح ب"الاستماع للفنانين واستقبال ملفات بطاقات أخرى"، مضيفا أن تسليم بطاقات الفنان هو "جزء كبير من قانون الفنان، ومن أهداف هذه البطاقة "السماح للفنان بالانخراط في الضمان الاجتماعي والاعتراف به كعضو فعال في المجتمع وتصنيف العمل الفني كمهنة"، وفق تعبيره.