ذكريات العشرية السوداء لا تزال راسخة في مخيّلة الجزائريين لم تشكل الاحتجاجات المقررة من طرف تنسيقية الانتقال الديمقراطي أي حدث لدى الشارع الجزائري رغم التجاذبات الحزبية التي صاحبت الإعلان عن خروجها، وصلت الى حد تبادل التهم بين أحزاب النتسيقية التي دعت الى ضرورة الخروج من أجل الضغط على الحكومة لوقف مشروع الغاز الصخري، أحزاب الموالاة التي اعتبرت خروج التنسيقية إلى الشارع ضربا لاستقرار وأمن الجزائر ولعبا بالنار بسبب حالة الغليان واللااستقرار التي تشهده دول عربية جاورة. كما عبر العديد من المواطنين عن رفضهم الخروج الى الشارع والاستجابة لنداء أحزاب تنسيقية الانتقال الديمقراطي، الذي دعت إليه في بيان لها، الجزائريين والجزائريات بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات في 24 فيفري إلى تنظيم وقفات احتجاجية في كامل التراب الوطني للمطالبة بالوقف الفوري لاستخراج الغاز الصخري. وربط المواطنون طلب التنسيقية للخروج إلى الشارع بما عرفته الجزائر من خراب وإراقة للدماء خلال سنوات التسعينيات، حيث اعتبروا أن الخروج الى الشارع هو لعب باستقرار الجزائر وفرصة لمن يريدون إلحاق البلاد بركب الدول التي عرفت ما يسمى الربيع العربي. وقد أجمع عدد كبير من المواطنين الذين تحدثنا إليهم على كلمة "أخطونا من الخلاط"، وشككوا في دعوات المعارضة التي قالوا إنها تخفي وراءها مصالح شخصية، وأن أحزاب التنسيقية المحسوبة على المعارضة تبحث عن فرصة لاإارة البلبلة، وقد وجدت هذه المرة حجة وقف الغاز الصخري لإظهار نفسها بثوب المدافع عن حقوق سكان الصحراء وبالضبط منطقة عين صالح بولاية تمنراست التي تجري فيها عملية التنقيب لاستغلال الغاز الصخري، معتبريين أن سكان المنطقة وحدهم من باستطاعتهم الضغط من أجل توقيف المشروع. وطالب مواطنون في الشارع الأحزاب المحسوبة على المعارضة بالتدخل بعيدا عن الشارع، وذلك بالضغط على الحكومة لإيجاد حل للعديد من المشاكل التي يتخبطون فيها على غرار مشكل البيروقراطية وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية. ويؤكد متتبعون للشأن الجزائري أن أصحاب الدعوة للخروج إلى الشارع لا وزن لهم لدى الجماهير، لأن الشعب ليست له أدنى ثقة في الأحزاب الجزائرية سواء الموالية للسلطة أو المعارضة، لأن مهمتها تنتهي عند قضاء مصالحها الخاصة، كما أن انتماء عدد من الشخصيات للمعارضة وقد شاركت في الحكومة في وقت سابق، جعل المواطن يفقد ثقته فيها ويشكك في مسعاها. ولم يتوان المواطنون في تذكير المعارضة بمجهودات رئيس عبد العزير بوتفليقة الذي أخرج البلاد من مستنقع الإرهاب وأعاد الأمن والاستقرار.