قال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي، إنَّ عدد التونسيين الذين يقاتلون في بؤر التوتُّر خارج تونس لا يتعدون 1200 شخص، وذلك بعد القضاء على 700 منهم في المواجهات المسلحة، "وهو رقمٌ مختلفٌ عما قدَّرته عدة دوائر أمنية واستخباراتية دولية". وأضاف العروي، وفقًا لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة اليوم، أنَّ التهديدات الإرهابية لا تزال تطال تونس، وأنَّ مخاطرها متواصلة رغم نجاح قوات الأمن والجيش في إبطال كثير من المخططات الإرهابية. وأكد أنَّ المؤسستين الأمنية والعسكرية في تونس أنقذتا التونسيين من عدة عمليات إرهابية كانت ستقضي على الأمن والاستقرار، وتدخل البلاد في دوامة لا تنتهي من العنف والعنف المضاد. وانتهي قائلاً، إنَّ تونس تخوض حربًا على جبهتين؛ الأولى في المناطق الجبلية الواقعة في الجهات الغربية للبلاد (الكاف وجندوبة والقصرين على وجه الخصوص)، والثانية في المناطق الحضرية "التي ثبت أنَّها تؤوي كثيرًا من الخلايا النائمة، التي يمكن أنْ تهدِّد أمن تونس في حال انخراطها في أفكار المجموعات الإرهابية". كما كشف العروي، أن المعطيات الاستخباراتية المتوفرة لدى بلاده تؤكّد أن حوالي "100 عنصر إرهابي" يتحصنون في جبال القصرين وجندوبة والكاف، جنوب البلاد. وأوضح العروي، في تصريح آخر نقلته جريدة "الصباح" التونسية أن قائمة إرهابيي الجبال في تونس تشتمل على أشخاص من جنسيات متعددة، كما أن قياداتهم مطلوبة للجهات الأمنية في الجزائر. وتخوض تونس، منذ نحو ثلاث سنوات، حربًا مستمرة ضد الجماعات المسلحة على الحدود مع الجزائر، وقد أسفرت تلك المواجهات عن سقوط مئات الضحايا من الجانبين. وتقول الحكومات التونسية المتعاقبة إن الإرهاب يُشكّل أبرز تحد تواجهه البلاد، كما أعلنت وزارة الدفاع التونسية، أمس الأول، أنها ستتسلم مروحيات من أمريكا في النصف الثاني من العام الجاري، من شأنها المساهمة في القضاء على ظاهرة الإرهاب. من ناحية أخرى، شهدت ولاية قفصة، جنوبتونس، مواجهات عنيفة، بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين يطالبون بفرص تشغيل. ونصب المحتجون خيامًا في منطقة "أم العرائس"، ورفعوا شعارات تندد بما سموه "التلاعب والزبونية السياسية التي شابت تطبيق الاتفاقات المبرمة مع وزارة الصناعة ووالي قفصة".